Friday, May 20, 2011

an opining after the arab media forum 2011 dubai , and the egyptian revolution session, and the media in egypt reform

الإعلام العربي في العالم الجديد

خلال الأيام الثلاثة الماضية إستمتعت كما إستمتع زملائي من الإعلاميين بجلسات و فعاليات منتدى الإعلام العربي و الذي نظمه نادي دبي للصحافة، فبين أروقة و مقاهي فندق الجراند حياة الذي أقيم فيه المنتدى و بين النقاشات الجانبية التي جمعتني بعدد من ألمع
العقول الإعلامية العربية وجدت نفسي في وسط كم هائل من الأسئلة و الإستنتاجات التي حاولت أن تلخص حال الإعلام العربي في خضم ما يحدث في العالم من تقلبات إقتصادية و تغييرات سياسية و تحولات في العقل الإعلامي تجاه وسائله القديمة و الجديدة و طبيعة المتلقي المرسل و العلاقة بينهم.
click here to read the article

كانت البداية مع ورشة العمل التي حملت عنوان “المحتوى الإعلامي العربي… أشد قرباً … أكثر تفاعلاً” و التي تناولت التوجهات الجديدة في صناعة المحتوى الإعلامي و التي شارك فيها عدد من الزملاء الإعلاميين و الإعلاميات و هي الإنطلاقة و البداية التي إستطاعت أن تجذب الحضور حتى قبل بداية المنتدى بجلساته الستة الرئيسة، فمداخلات الدكتور ساجد العبدلي و تحليلاته العميقة جعلتني أتعلق بعقل هذا الرجل الذي من الواضح أنه يملك فكرا و تجربة أكبر بكثير مما أتيح له أن يقدم في تلك الورشة التنويرية الفريدة.
ويكيليكس ذلك البعبع الذي تحكم و أنب الضمير السياسي الغربي كان له مساحة واسعة من الحوار و التحليل و التنظير، فنهاية عصر السرية هو العنوان الذي وسم به هذا الموضوع و توصيف مخرجاته بأنها منفذ لمعومات ملغومة هو الجدل الذي خرج منه الحضور بحيره أكبر من تلك التي كانت لديهم من قبل، فأجندات المؤامرة كانت له صوت و تهليلات الثوريين كان لها متنفس و الحانقين على أي شئ وجدوا في تلك الحوارات وسيلة مثلى لتسويق الذات و إعطاء تنظيرات ربما بعضها ما أنزل الله بها من سلطان.
جورج قرداحي و هبة الأباصيري يعدان من أشهر مقدمي البرامج الحوارية في العالم العربي و قد إكتسبا شهرة كبيرة من خلال حواراتهم و برامجهم التلفزيونية التي لامست الجانب المرتخي من العقل العربي العاشق للسهل الممتنع و المفيد المسلي، و لكن المفاجئه الكبرى بالنسبة لي كانت إنقلابهم العلني على مقومات تميزهم المتمثل في العفوية و التلقائيه حيث قاما بقراءة مداخلاتهم في جلسة “الخطوط الحمراء لبرامج المنوعات” من ورقة أعدت لهم مسبقا في تجسيد ممارس لحذر ربما هو من تجاوز الخطوط الحمراء ذاتها أو ربما لإضفاء طبيعة جديدة لشخصيات البرامج المنوعة مفادها أن بمقدورهم قراءة نشرة الأخبار كذلك.
لا أخفيكم لو قلت بأني كنت شبه متأكد من أن تتحول جلسة “المشهد الإعلامي في مصر بعد أحداث 25 يناير” إلى مسرحية ثورية حيث ترتفع الصيحات و التهليلات و يكثر فيها صوت التصفيق و التشجيع مع كل عبارة تمجد الثورة و كل كلمة تصف عملا بطوليا و كل نظرة تختلط بلمعة دمعة، إلا أني كنت و لله الحمد على خطأ فلم تتحول تلك الجلسة المهمة إلا أي مما تصورت، مني الشاذلي و حمد قنديل و وائل قنديل و مجدي الجلاد كانوا جميعهم خير من تحدث و إستشرف المشهد الإعلامي بعد الثورة إستنادا لقراءة متأنية لوقائع المرحلة التي ستواجهها بدون شك تحديات كبرى في تغيير العقل الإعلامي المصري المشبع خوف إلى عقل إعلامي قابل للتعاطي مع الحرية التي توفرت له نتيجة المناخ السياسي الجديد.
من خلال صفحتي على تويتر حاولت أن أرصد أهم المداخلات و التعليقات التي صدرت في الجلسات إضافة لبعض الملاحظات و التعليقات التي وجدتها تعبر عن عني و عن آمالي و طموحاتي و حتى عن عقدي تجاه إعلام عربي و عن منتدى تشير الأرقام الصادره عن المنظمين أن حضوره بلغ هذا العام ٢٤٠٠ ما بين متحدث و ضيف و مشارك.
أخذت معي من هذه المشاركة عدة دروس مستفاده أحدها هو أن الإعلام العربي كمجتمع مهني قد قرر أخير المضي نحو الإقرار بأهمية فهم العمل الإعلامي بوجهه الحقيقي رغم أنه لا زال هناك البعض ممن يحاول الإحتفاظ بمواصفات الإعلام كما كان في القرن الماضي، و إكتشفت كيف يمكن للشباب من الجنسين أن يقوموا بإدارة منظومة عمل مدنية بطريقة إحترافية و منظمة بدقة متناهية الدقة تعجز عنها حتى أكبر و أعتى الجيوش العسكرية من أدائها في أجواء من الهدوء و البساطه و الأريحية، و أكتشفت أن في وطننا العربي من المحيط إلى الخليج كم هائل من العقول الإعلامية التواقه للمشاركة في الإرتقاء بأوطانها و العمل على صون وحدتها بكل ما أوتوا من قوة القلم و العقل و الضمير، فهم واجهة أوطانهم و سفراء هويتهم و المدافعين عن كل ما يعنيه الوطن من عزه و كرامة، و أخير أخذت معي ذكريات و معرفة أصدقاء و زملاء أحمد الله الف مرة أن خلق لي ظرف حضور هذا المنتدى الذي عرفني بهم و منحني جائزة الإستفاده من صغيرهم قبل كبيرهم.

No comments:

Post a Comment