استعادة الأهرام وأخواتها..!
بقلم أحمد الصاوى ٢/ ٤/ ٢٠١١
أستطيع أن أقول لك الآن إن «الأهرام» وما معها من صحف مملوكة للشعب، باتت صحفاً «قومية» ولم تعد حكومية كما كانت. نجحت الثورة فى أن تستعيد لنا جميعاً «الأهرام» وأنا هنا أخصها بالذكر لاعتبارات أنت تعرفها، وسبق أن فصلتها فى هذه المساحة حين كنت أعلق على بعض ما يجرى داخلها ولا يتناسب إطلاقاً مع مكانتها سواء فيما يخص الصناعة أو المهنة أو حتى الإطار السياسى الذى شاء قدرها أن تظل معبرة عنه.
أستطيع أن أقول لك الآن إن «الأهرام» وما معها من صحف مملوكة للشعب، باتت صحفاً «قومية» ولم تعد حكومية كما كانت. نجحت الثورة فى أن تستعيد لنا جميعاً «الأهرام» وأنا هنا أخصها بالذكر لاعتبارات أنت تعرفها، وسبق أن فصلتها فى هذه المساحة حين كنت أعلق على بعض ما يجرى داخلها ولا يتناسب إطلاقاً مع مكانتها سواء فيما يخص الصناعة أو المهنة أو حتى الإطار السياسى الذى شاء قدرها أن تظل معبرة عنه.
قلت من قبل إنه «لا يوجد صحفى لديه قدر من الولاء لمهنته يمكن أن يجد مصلحة أو سعادة فى انهيار (الأهرام)، لأنها قاطرة الصناعة والأمينة على المهنة» أو هكذا كان من المفترض أن تكون، وعندما تكون مقتنعاً بأن «الأهرام» بعراقتها وقدراتها «كبيرة»، فيجب ألا يتعجب أحد أو يستنكر أن تطالب الكبير بالتصرف كما يليق بالكبار، والكبير فى مهنة كالصحافة لابد أن يكون الأكثر إسهاماً فى تطور الصناعة وفى حماية المهنة، وفى الانتصار لقيمها الرائدة سواء فيما يخص حق التعبير واستيعاب تنوع المجتمع والتعبير عنه جميعاً وعكسه للرأى العام فى صورة حوار غير محتكر من طرف بعينه، أو فيما يخص قيم الفصل بين الإدارة والتحرير، والفصل بين التحرير والإعلان، والفصل بين الخبر والرأى،
وكلها أشياء مر الزمن السيئ للأسف وبدلاً من أن تتعلمها من الأهرام، صرت مضطراً بكل أسف إلى أن تدعو «الأهرام» إلى أن تتعلمها منك وتحاول تطوير هذه النماذج فى إطار مثالى يليق بها.
الطبيعى أن تكون «الأهرام» قدوة، وأن تسعى الصحف للسير خلفها والاقتداء بطريقها، طالما تقدم نموذجاً مهنياً واضحاً، ولا أجد شكاً لحظة فى أن الزميل الفاضل عبدالعظيم حماد يملك من القناعات أولاً ومن الخبرة المهنية ثانياً ما يسمح بالتفاؤل باستعادة الأهرام، لتكون ملكاً لمجتمعها، وربما ملكاً للدولة أيضاً، لكنها الدولة الديمقراطية بكل ما تمثله من أطراف وجماعات وقوى، وسعدت بكلمته الافتتاحية فى اليوم الأول لتوليه هذه المسؤولية حين أعاد الاعتبار للقارئ وللمهنة بعد ٣٠ عاماً أو أكثر كان هناك من يعتقد أن لـ«الأهرام» قارئاً واحداً سواء كان شخصاً أو تياراً حاكماً.
ليس هناك عيب من وجهة نظرى أن تكون هناك صحف مملوكة للدولة، لكنها كما قلت الدولة التى يؤسسها توازن قوى حقيقى وديمقراطى، وتكون الصحيفة ملزمة بالتعبير عن الجميع، كل فى إطار حجمه ودوره، دون إقصاء لأحد أو احتفاء بأحد وفى ظل سياق مهنى ملتزم فى المقام الأول بالقواعد المهنية المتفق عليها فى إطار الخبر والرأى والإعلان، وكما أن الديمقراطية ليست فقط حكم الأغلبية، وإنما تضاف إليها حماية حقوق الأقلية، فصحفنا التى عادت قومية مطالبة بأن تضع هذا التعريف الجامع للديمقراطية نصب عينيها وهى تقدم نموذجها المهنى الجديد المتحرر من استبداد السلطة وحكم الفرد.
وحتى تخرج صيغة جديدة للملكية من داخل هذه المؤسسات تضمن حقوق الجميع، وتعطى للشعب صاحب الملكية الحق فى ممارسة ملكيته عبر برلمان منتخب ونزيه وممثل للشعب، ولجان مهنية قادرة على مراقبة الجودة، يبقى أن نهنئ أنفسنا بقيادات صحفية جاءوا بالثورة واستفادوا من شرعيتها، لكن فى الصحافة «الشرعية المهنية» أبقى، وهى شرعية مستمدة من ممارسات وليست شعارات، وعليها كل يوم «شاهد» لا يموت أبداً.. هو نسخة الصحيفة..!
No comments:
Post a Comment