ملتقي الاعلام العربي« الاعلام المصري والثورة جلال دويدار الأخبار : 26 - 04 - 2011
بالامس تناولت فعاليات افتتاح ملتقي الاعلام العربي في الكويت والذي تركز الجانب الرئيسي من حواراته ونقاشاته حول الثورات التي شهدتها بعض الدول العربية وما سوف يصحبها من متغيرات ومستجدات جذرية للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتشير التطورات والمراحل التي مرت بها هذه الثورات حتي الآن انه كان للاعلام بكل انشطته دور رئيسي واساسي في أحداثها.
ومن خلال مشاركتي متحدثا في جلسة الحوار المتعلقة بدور الاعلام في المتغيرات والمستجدات العربية قلت ومن خلال متابعتي الصحفية لاحداث ثورة 52 يناير التي انطلقت من ميدان التحرير واشعلها الشباب المصري من خلال التواصل الاجتماعي »بالفيس بوك« ان احدا - ربما في ذلك النظام الحاكم- كان يتوقع ما توصلت اليه من نتائج وفقا للتحليلات الاعلامية والتي تم تناولها في العديد من المقالات. لقد ساهم في نجاح هذه الثورة بطء التعامل الرسمي مع احداثها منذ البداية.. ولا جدال ان موقف القوات المسلحة بعد ايامها الأولي وعدم التدخل لنصرة النظام الحاكم كان السبب الرئيسي لتحقيق هذا النجاح.
ان اهم ما تم ملاحظته في فترة ما بعد نجاح مظاهرات ميدان التحرير بمصر وتنحي الرئيس السابق حسني مبارك جنوح الصحف القومية المملوكة للدولة الي قمة التطرف في نشر كل ما يسيء الي رموز هذا النظام الذي تهاوي وسقط . لقد لجأت الي الاثارة في نشر وبث الاخبار التي قد لا تتوافر في بعضها الدقة والامانة والمصداقية. مثل هذا السلوك بدا متناقضا تماما والمواثيق المهنية وما يجب ان يلتزم به الاعلام من مسئولية في هذا المجال حيث من الواجب الفصل بين نقل المعلومة وابداء الرأي وهو الامر الذي لم يتم الالتزام به حيث تم الخلط بين الاثنين.
في هذا الاطار غلبت علي الاعلام المرئي نزعة المنافسة في نقل المعلومة دون مراعاة التدقيق والتمسك بالمباديء والقيم الاعلامية وهو ما شهدته كل النوعيات الاعلامية الاخري. وقد كان ملحوظا ان بعض المسئولين في الصحف القومية والذين كان قد جري تعيينهم بمعرفة مجلس الشوري في النظام السابق حاولوا ان ينفوا عن انفسهم تهمة الانتماء للنظام الذي سقط بالمغالاة في عملية النشر والتهجم بل ان بعضهم قام بتغيير اتجاهاته 180 درجة.. ورغم ذلك فقد تركزت مطالب المتظاهرين علي ضرورة عزل هذه القيادات الصحفية وهو ما تم بالفعل الاستجابة للجانب الاكبر منه.
من ناحية اخري كان من الطبيعي ان تقود الصحف الخاصة والحزبية عمليات النشر حول احداث الثورة وتطوراتها وهو ما لا يتعارض مع استراتيجيتها وتبعيتها وملكيتها رغم انه لا يمكن التغاضي عن ان بعضها كان ينافق نظام الحكم البائد قبل سقوطه في الكثير مما كان ينشر بها.
ان اهم ما يمكن الاشارة اليه عن الاعلام والمستجدات العربية في ظل ما تشهده بعض الساحات العربية حاليا هو انه كانت هناك منافسة غير منضبطة في نشر المعلومات دون مراعاة الدقة وهو ما جعل هناك خلافا متباينا وتضاربا كبيرا فيما تناولته وتتناوله الصحف وكل وسائل الاعلام من اخبار وموضوعات. بالطبع فان المحصلة في النهاية هي وقوع المشاهد والقاريء والمستمع تحت تأثير مناخ اعلامي يستند الي الاثارة القائمة علي المهنية التنافسية في بعض جوانبه ولكن يمكن القول انه كان غير صحي من الناحية الاعلامية السليمة في جوانبه الاخري.
No comments:
Post a Comment