Saturday, March 19, 2011

an opinion on the Media coverage in egypt


كفاية حرام.. لازم يسقط الإعلام !!
بقلم: الهام رحيم 16/03/2011 06:57
هو فيه أيه ؟؟ سؤال أمتزج بشعور غريب تملكني بعد أن دفعت ثمنا غاليا من أعصابي لإشباع فضولي لمعرفة كل ما يدور على الساحة الآن وهو أمر تقليدي تفرضه علينا المهنة وكنت أمارسه بصورة طبيعية لكن الوضع الآن تغيير ،حيث أصبحت أدوية الضغط ترافقني في رحلة المتابعة هذه سواء صحفية أو تليفزيونية واعتقد انه سيضاف لها قريبا أدوية السكر ..

وأتمنى أن لا يصل الآمر لما هو أبعد وان كنت أتوقع دائما الأسوأ هذه الأيام التي نعيش فيها حالة عجيبة من السعار لهدم كل شيء وتشويه كل الناس وما أظنه وليس كل الظن أثم أن النائب العام عليه الآن وليس غدا أن يخرج علينا بقوائم بأسماء من لم تقدم في حقهم بلاغات وشكاوى سواء حقيقية أو كيدية حتى الآن ..فنحن جميعا أمام بعضنا مدانين حتى يثبت العكس .. وكلمات المداعبة تغيرت فلم تعد يا ندل ويا جبان بل أصبحت يا عميل .. يا فاسد .. يا بتاع النظام القديم .. و أضيف إليها مؤخرا أنت مع العيال اللي بوظوا البلد .
الساحة الاجتماعية المصرية تتعرض لعملية تدمير شديدة التنظيم بفضل أقلام وميكرفونات وكاميرات لا تملك إلا قصص الفساد وحكايات النميمة عما كان يدور في كواليس الحكم وغرفه المغلقة والأشطر هو من يستطيع أن يفضح اكبر الأسماء وقد يكون أشرفها لأننا في حملات التشويه تجاوزنا كل الخطوط وأخشى أن نكون أخذنا العاطل مع الباطل كما يقول مثلنا الشعبي العبقري بعد أن تحول كل بلاغ يقدم للنائب العام لوثيقة إدانة لأشخاص قد تثبت براءتهم فيما بعد لكن قاعدة المتهم بريء حتى تثبت أدانته ركنت على الرف حتى أشعار أخر..رغم أن الأصوب أن ندبح من تثبت أدانته فقط دون أن ننصب أنفسنا خصم وحكم ونظلم أشخاص قد نكون ذقنا منهم الظلم كثيرا لكن روح التشفي والانتقام تفرز أعلاما مريضا يستحق الرثاء أما الاحترام فيليق بمن يتعافى من أحقاده ويملك بزمام المهنية وأخلاقها السامية.
الإعلام أصبح أعمى إما عن تعمد لتحقيق مكاسب شخصية أو عن جهل أهو بنهيس في الهيصة وخلاص .. مش الفضايح هي اللي ماشية نكتر منها ونقوم بكل ما كنا نشكو منه .. نفتش في ضمائر الناس ونعبث بسمعتها ونتلصص على خصوصيتها ونهيل التراب على كل شيء حتى لو كان جزءا من أعظم ما شهده تاريخنا كحرب أكتوبر التي تكلم عنها جورنالجى كبير بما لا يليق بهدف تشويه صورة الرئيس السابق .. وهل يليق أن يدعى سياسي حكم عليه في قضية تزوير -وهى قضية مخلة بالشرف وفقا للتعريف القانوني- بأنه زعيم شباب 25 يناير ومنظر لما يدور على الساحة السياسية ويعلن انه سيترشح للرئاسة قبل أن يتخذ الإجراءات القانونية التي يثبت بها براءته أولا ليصبح من حقه ممارسة أي نشاط سياسي..هل من المقبول أن يخرج علينا الشريك الأول في عملية اغتيال الرئيس الراحل السادات في وسائل الإعلام وكأنه نيلسون مانديلا ويتحدث بكل اعتزاز عما قام به رغم رفض المجتمع المصري بكافة أطيافه لفكرة العنف والدموية السياسية .
تخبط اعلامى مقلق ..الناس تصرخ من الانفلات الامنى وأعمال البلطجة وبعض الإعلاميين مازالوا يصروا على التحريض على الشرطة ورجالها .. الناس في الشارع مهمومة بالتردي الواضح في الحالة الاقتصادية وبدلا من أن نشاركهم قلقهم ونساعدهم على تجاوزه بتوضيح الصورة ووضع الحلول العملية الممكنة نحدثهم عن الملايين والمليارات المنهوبة وهذا كله مضيعه للوقت فما نهب لن يعود عن طريق الإعلام بكافة صوره لان القضاء وحده القادر على أعادته ومن يملك مستند إدانة لأحد فليتقدم به للجهات القانونية ..ألا يكفينا ما أخذه الفاسدون والمفسدون من حياتنا لماذا نقرر وبمحض أرادتنا أن نمنحهم الباقي .. لماذا لا نسخر كل قوتنا الإعلامية للنهوض ببلادنا التي تعيش الآن على المحك إما تكون بأذن الله أو لا تكون لا قدر الله .
لماذا قرر الأعلام أن يظل على تعاليه على المشاكل اليومية والعادية للناس البسيطة التي لا مكان لها أو لقضاياها في إعلام الفضائح والتشهير الآن بحجة كشف الفساد وإعلام الركوب على مشاكلهم لتحقيق أغراض خاصة فيما سبق ولا يمكن أن يدعى أحد انه كان مهموما في أي فترة بالأغلبية الصامتة التي هي البنيان الاساسى والرئيسي لهذا البلد الذي وقف إعلامه ينظر عليه من فوق ومازال لان اعلاميى الملايين كيف يشعروا بأم محمد بتاعة الخضار وعم على المبيض والمهندس سمير اللي يشتغل في محطة بنزين وراضى ومبسوط ويدعو دائما ربنا يديمها نعمه ويحفظها من الزوال وصبحي اللي أتقطع عيشه من شركة السياحة التي كان يعمل بها وبدأ في بيع عفشه ليدفع مصاريف بيته ومدارس أولاده .. وجميعهم مثلهم مثل 80 مليون مصري قلقين من الغد ولن يجدوا من يطمئنهم لأنه لا أعلام للناس الغلابة الذين من المستحيل أن نتذكر إننا نشاهدهم على الشاشات إلا في برامج التسول المسماه كذبا وبهتانا إنسانية واجتماعية أو البرامج الكوميدية والكاميرا الخفية.. مصر بتتغيير لكن الإعلام يأبى التغيير ويرفض تحمل مسئولياته الاجتماعية والظاهر لازم ننزله في ميدان التحرير ونقول كفاية حرام لازم يسقط الإعلام كمنظومة تسير بلا عقل أو ضمير اللهم إلا قليلا .
الهام رحيم

No comments:

Post a Comment