رسالة أبو ظبي - أحمد بدراوي
نشر فى : الثلاثاء 4 فبراير 2020 - 4:40 م | آخر تحديث : الثلاثاء 4 فبراير 2020 - 4:40 م
ياسر رزق: الجزيرة تستخدم حرب نفسية ضد مصر والإمارات.. عبدالمنعم سعيد: علينا أن نفهم العالم لكي نصنع مادة إعلامية تناسب الاختلافات الفردية بين فئات الجمهور
شريف عامر: أجيال جديدة لا تقرأ الصحف
البرماوي: المؤسسات الصحفية أعطت فرصة لاستخدام منصات أخرى حين تأخرت عن ركب التكنولوجيا
أكد المشاركون في التجمع الإعلامي العربي، أن مواقع التواصل الاجتماعي، أثرت سلبا على مهنية المنصات الإعلامية العربية والتزامها مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية.
جاء ذلك في فعاليات اليوم الثاني للتجمع الإعلامي العربي لورشة عمل بعنوان "مستقبل الأخوة الإنسانية ومستقبل الإعلام العربي" التي نظمها مجلس حكماء المسلمين بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، وشارك فيها الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، الدكتور عبد المنعم سعيد وشريف عامر ونوفر رمول، خالد البرماوي، عثمان مرغني، ودانة الصياغ.
وقال الكاتب الصحفي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ياسر رزق: «نمر بمرحلة انتقالية منذ العام 2011.. ما يعرف بقمة جبل الجليد، حيث سقطت النظم العربية لأنها أرادت أن تتحول إلى ممالك».
وأضاف رزق خلال فعاليات الورشة الرابعة المنعقدة ضمن فاعليات المؤتمر: «أن الإعلام فى تلك الفترة وزع جهوده ما بين الدعاية والحرب النفسية»، والنموذج القطرى «قناة الجزيرة»، حيث يستخدم الحرب النفسية ضد مصر والإمارات والبحرين وغيرها من الدول فى محاولة للتأثير على العالم العربى بتزييف الواقع وخلق صورة جديدة غير واقعية».
وأكد أن حاجة العالم ماسة لوثيقة الأخوة الإنسانية، ولولا الاحتياج الشديد لها، لما وقعها كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وقداسة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، خاصة في ظل تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا بسبب داعش وغيرهم.
وأشار إلى أنه يرى أن الوثيقة تخاطب المستقبل أكثر من الحاضر، متسائلا: «هل وصلت إلى الغرب والإعلام الغربي لتطبيقها بكل بنودها في خطوة نحو السلام؟».
ولفت إلى أن الحراك جليا في الدول العربية، ففي لبنان ثورة على الطائفية ونهضة لإقامة الدولة الوطنية، وفي مصر حراك ضد جرائم الإخوان فتم افتتاح مسجد وكنيسة إلى جانب بعضهما البعض في العاصمة الإدارية تعبيرا عن التوحد.
وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة صحيفة المصري، اليوم، إن المستقبل نتيجة ما فعلناه وما نفعله الآن يحدد مصيرنا، فعلينا أن نعي ذواتنا ونفهم العالم وما يحتاجه الآخر لكي نصنع مادة شيقة تناسب الاختلافات الفردية بين فئات الجمهور.
وأكد أنه لتفعيل ما تنص عليه وثيقة الأخوة الإنسانية، علينا أن نعي أن القضية التي تمس كل الناس هي وظيفة الإعلام، وأن الإنسانية كلها شأن عام، فقضية الإعلام العربي ليست بأن على المحتوى أن يقضي بين القضاة أو يكون حكما، ولكن بأن يجيد الإعلامي التعامل مع الحقائق والعلاقات بين الموضوعات.
وأضاف أنه لا بد من التعامل مع مسألة الأقليات للوصول إلى الوطنية وحتى لا تتفتت الدولة، وأن نحارب الفقر ونتغلب على مشكلة الاستيراد والتصدير، وأيضا تحرير الفكر الديني والقومي والوطني عن طريق التكنولوجيا.
ولفت إلى أن الإعلامي لديه اختيارات عند التناول لذا عليه الاختيار وفقا للمبادىء الإنسانية وما يحتاج إليه الجمهور.
ومن جانبه، قال الإعلامي شريف عامر، إن الحديث عن الدولة الوطنية «بديهيات»، وخدمة القضية هي خدمة القارىء، متسائلا: «هل نحن نخدم الناس؟، وإذا كنا نخدمهم فلما نحن بحاجة إلى الوثيقة؟».
وأضاف أننا نتكلم عن أجيال جديدة لا تستمع إلى الراديو ولا تقرأ الجريدة، لكن بالنسبة لهم التواصل الاجتماعي أهم من الأخبار، متسائلا: «هل نحن نقدم المحتوى الذي لا يجعلنا في تهديد»، مؤكدا أننا في حاجة للوثيقة، وعلينا تقديم مادة صحيحة لكي لا نضر بالمواطن والمجتمع.
وقالت الإعلامية دانا الصياغ، «لكي نقدم محتوى صحيح يخدم الدولة الوطنية والمجتمع علينا التركيز على الهدف، ونحن نسينا وضع الخدمة العامة كهدف رئيسي، وأصبحنا لا نخدم المشاهدين وننساق وراء الأخبار دون تحليلها».
وأوضحت أن القصص الإنسانية لم تعد الأساس، رغم أننا في مرحلة تلزمنا بوثيقة لحماية الإنسان نضع من خلالها معاييرا نسير عليها نحو خدمة الإنسانية.
وفي كلمته، قال الإعلامي خالد البرماوي، إن الصحافة خلت من المواد المناسبة، فبعد أن كان لدينا مائة مؤسسة تقدم الرؤية، خرجت علينا الكثير من المؤسسات تتسابق دون رؤية أو معايير أو جمهور محدد، والحراك في العالم العربي جعل هناك احتياج لتغذية الأفكار مما ساعد السوشيال ميديا على الانتشار والتحكم كمنصة بديلة.
وأضاف البرماوي، أن الشراكات الجماعية جعلت الناس تتبادل أفكار وأخبار، فأي شخص يمتلك كاميرا يتمكن من نقل أي شيء فغاب عن الناس أساسيات الخبر وهي «كيف حدث ولماذا»، وغاب هذا عن الإعلام وخصوصا في المنصات الجديدة فبدأت المنصات تعرض الصورة منقوصة، وعندما بدأت المؤسسات الأساسية الدخول لعالم السوشيال ميديا اتخذت نفس النمط.
وأوضح أن المؤسسات عندما لا تتحرك مبكرا وتستخدم التكنولوجيا، أعطت الفرصة لاستخدام البعض منصات أخرى والخروج بشكل غير متكامل.
ومن جهته قال الإعلامي عثمان ميرغني، إن وثيقة الأخوة الإنسانية تركز على تطبيق قيم الدين في كل شيء، وهو ما يسعى البعض لتدميره من خلال استهداف العقل.
وأضاف أن العقل الإعلامي إما خائف أو متردد، وللأسف النسخة المتداولة من الدين فيها خطأ أساسي، فالآخر ليس فقط المختلف عني في الدين والجنسية وإنما الذي لا يفهم الوثيقة مثلي، وإذا رجعنا لاكتشاف الدين سنجد أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر بالوثيقة في عهده كجزء لا يتجزأ من الدين.
وأكد أننا أذا لم نركز على أهمية الإعلام من خلال قيم الدين فنحن نبتعد عن الآخر، وعلينا مواجهة النسخة المتداولة من الدين وتصحيحها للعمل على الانسجام بين الناس والحياة.
No comments:
Post a Comment