محمود سعد: وضعت شروطي للحوار مع مبارك وهو في الحكم لكني لم أتلق رداالإعلامي المصري لـ«الشرق الأوسط»: أنا عجوز وجيلي مقهور.. ولم أتخيل ما وصلت إليه الثورة
رانيا سعد الدين 19 مايو 2011
رانيا سعد الدين 19 مايو 2011
دعا الإعلامي المصري محمود سعد إلى عدم الخوف على الديمقراطية من جماعة الإخوان المسلمين، قائلا إن الجماعة هي التيار الوحيد المنظم وبإمكانها الحصول على 30 في المائة من الأصوات في انتخابات حرة. وكان سعد من بين من راهنوا على نجاح الثورة المصرية التي بدأت منذ يوم الخامس والعشرين من يناير (كانون الثاني) الماضي،
مشيرا مع ذلك إلى أنه لم يتخيل أن تصل الثورة إلى ما وصلت إليه. وأضاف: «لأني رجل عجوز وجيلي معتاد على القهر، كنت أرى أن ما فعلة هؤلاء الشباب انجاز تاريخي في غضون أيام قليلة». وأعرب سعد عن اعتقاده في أن مستوى الخطب التي يلقيها الرؤساء المصريون قد تراجعت حتى وصلت إلى أدنى مستوى لها في عهد الرئيس مبارك، مقارنة بسلفيه الرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبد الناصر، مشيرا إلى أن طاقم الإعلام الخاص بالرئيس مبارك انهار تماما في فترته الأخيرة. وكان انسحاب سعد من التلفزيون الرسمي، بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، أثار الكثير من التساؤلات، خاصة بعد أن أعلن منذ وقت مبكر انحيازه للثورة. وبعد انضمامه أخيرا لقناة «التحرير» الفضائية، أوضح سعد في حوار مع «الشرق الأوسط» من القاهرة، إن سبب تركه للتليفزيون الرسمي يرجع لرفضه مداخلة على الهواء لرئيس وزراء مصر السابق الفريق أحمد شفيق، قائلا إن سقف الحريات في القناة الجديدة مرتفع، ولا يوجد فيها «مَنْ يقول لي اعمل أو لا تعمل». ووصف سعد الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الحالي الذي جاء خلفا لشفيق، بأنه الوزير العربي المصري»، الذي استطاع أن يصنع الكثير خلال شهر، مثل جولته العربية الأخيرة وإنجازه «المصالحة الفلسطينية»، مضيفا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتعاون مع وزارة الداخلية لخدمة الشعب، و«نحن في مرحلة رائعة»، لكنه أعرب عن دهشته لأن «الناس غير مبتهجة»، قائلا إن السبب ربما يرجع لأسباب مالية.
* انضممت أخيرا لقناة التحرير الفضائية. ما الجديد الذي ستقدمه فيها؟- لا يوجد ثوب جديد في الإعلام للمذيع. لاري كينج (كبير مذيعي قناة الـcnn الأميركية) ظل يقدم برنامجا واحدا مدة 25 عاما. و(المذيعة الأميركية) أوبرا وينفري تقدم برنامجا واحدا منذ ظهورها.. فقط سأظل أناقش قضايا الناس. والجديد في القناة أن سقف الحرية مرتفع. وأيضا أكبر المزايا أن ها أعلامون.. أي ليس لديهم أي موازنات.. لا مصالح خاصة، ولهذا انضممت إليهم. فلا يوجد من يقول لي اعمل أو لا تعمل. بالإضافة إلى أن (أحد ملاكها) إبراهيم عيسى صديق مقرب لي. وعندما انضممت للقناه جاءها عقد إعلاني جيد. وهذا سيساعد القناة على أن تقف على رجليها، فها ليس لهم أي بزنس سوى الإعلام.
* تردد أن تركك للعمل بالتلفزيون المصري (بعد ثورة 25 يناير) سببه تخفيض أجرك؟- غير صحيح. أنا اعتذرت عن الاستمرار في العمل بالبرنامج. ورفضت الظهور في آخر حلقة لأنها كانت معدة لاستضافة الدكتور أسامة الغزالي حرب (ليبرالي معارض) والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (من جماعة الإخوان) وبعض شباب ائتلاف الثورة، إلا إنني فوجئت برئيس التحرير يتصل ليخبرني أن رئيس الوزراء (السابق أحمد شفيق)، سوف يأخذ فقرة من الحلقة. وقبل أن أبلغة بالموافقة أو الرفض أخبرني أن شفيق سيأخذ الحلقة كلها. الحقيقة، مع كل احترامي وتقديري للفريق أحمد شفيق، (فإنه) عندما كان وزير طيران (في نظام مبارك) كانت له أعمال رائعة لا يستطيع احد أن ينكرها، وكانت بيننا علاقة طيبة جدا، وكان يساعد الكثير من المحتاجين للسفر عبر (شركة) مصر للطيران، فهو صاحب الكثير من المواقف الإنسانية التي تحسب له، ولكنني رفضت مبدأ مقابلته من الأساس لأنني كنت رافض حكومته مثل كل ثوار مصر، ولهذا قررت الانسحاب من البرنامج لأنني لست مختلفا معه في الرأي.. أنا رفضته كرئيس وزراء فكيف سأحاوره. ليس هناك مجال للحوار. من هنا بدأت القصص تحاك عن تخفيض الأجر. كما أنني لست موظفا بالتلفزيون. وما بيننا (كان) عقدا سنويا.. عملت ببرنامج «البيت بيتك» خمس سنوات وعندما توقف عملت في برنامج «مصر النهاردة « وفى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي انتهى عقدي مع التلفزيون.
* لماذا اخترت برنامج «العاشرة مساء» على قناة دريم الخاصة، لتعلن منه قرار انسحابك من التلفزيون المصري؟
* انضممت أخيرا لقناة التحرير الفضائية. ما الجديد الذي ستقدمه فيها؟- لا يوجد ثوب جديد في الإعلام للمذيع. لاري كينج (كبير مذيعي قناة الـcnn الأميركية) ظل يقدم برنامجا واحدا مدة 25 عاما. و(المذيعة الأميركية) أوبرا وينفري تقدم برنامجا واحدا منذ ظهورها.. فقط سأظل أناقش قضايا الناس. والجديد في القناة أن سقف الحرية مرتفع. وأيضا أكبر المزايا أن ها أعلامون.. أي ليس لديهم أي موازنات.. لا مصالح خاصة، ولهذا انضممت إليهم. فلا يوجد من يقول لي اعمل أو لا تعمل. بالإضافة إلى أن (أحد ملاكها) إبراهيم عيسى صديق مقرب لي. وعندما انضممت للقناه جاءها عقد إعلاني جيد. وهذا سيساعد القناة على أن تقف على رجليها، فها ليس لهم أي بزنس سوى الإعلام.
* تردد أن تركك للعمل بالتلفزيون المصري (بعد ثورة 25 يناير) سببه تخفيض أجرك؟- غير صحيح. أنا اعتذرت عن الاستمرار في العمل بالبرنامج. ورفضت الظهور في آخر حلقة لأنها كانت معدة لاستضافة الدكتور أسامة الغزالي حرب (ليبرالي معارض) والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (من جماعة الإخوان) وبعض شباب ائتلاف الثورة، إلا إنني فوجئت برئيس التحرير يتصل ليخبرني أن رئيس الوزراء (السابق أحمد شفيق)، سوف يأخذ فقرة من الحلقة. وقبل أن أبلغة بالموافقة أو الرفض أخبرني أن شفيق سيأخذ الحلقة كلها. الحقيقة، مع كل احترامي وتقديري للفريق أحمد شفيق، (فإنه) عندما كان وزير طيران (في نظام مبارك) كانت له أعمال رائعة لا يستطيع احد أن ينكرها، وكانت بيننا علاقة طيبة جدا، وكان يساعد الكثير من المحتاجين للسفر عبر (شركة) مصر للطيران، فهو صاحب الكثير من المواقف الإنسانية التي تحسب له، ولكنني رفضت مبدأ مقابلته من الأساس لأنني كنت رافض حكومته مثل كل ثوار مصر، ولهذا قررت الانسحاب من البرنامج لأنني لست مختلفا معه في الرأي.. أنا رفضته كرئيس وزراء فكيف سأحاوره. ليس هناك مجال للحوار. من هنا بدأت القصص تحاك عن تخفيض الأجر. كما أنني لست موظفا بالتلفزيون. وما بيننا (كان) عقدا سنويا.. عملت ببرنامج «البيت بيتك» خمس سنوات وعندما توقف عملت في برنامج «مصر النهاردة « وفى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي انتهى عقدي مع التلفزيون.
* لماذا اخترت برنامج «العاشرة مساء» على قناة دريم الخاصة، لتعلن منه قرار انسحابك من التلفزيون المصري؟
- لو كان لي الخيار كنت سأختار تلفزيون الدولة، لكن المذيعة (في قناة دريم) منى الشاذلي صديقة عزيزة وكانت تتصل بي من وقت لآخر للاطمئنان عليّ. وفى أحد الأيام حكيت لها ما حدث فقالت لي سوف اتصل بك على الهواء الليلة.
* كنت على خلاف في الرأي مع وزير الإعلام السابق أنس الفقي قبل اندلاع الثورة وتجلى الخلاف بعدها على الهواء أمام ملايين المشاهدين. هل كنت تتوقع مثل هذه التطورات؟- حقيقة كنت مختلفا مع أنس الفقي طوال الوقت، ولكن يحسب له أنه كان يتركني أفعل ما أراه صالحا، وكان بيننا اتفاق «ألا أجبره على شيء، وهو لا يجبرني على شيء». وبناء على هذا الاتفاق حدث الخلاف بيني وبينه يوم الأربعاء 26 يناير (كانون الثاني) لأنة أراد أن يجبرني (أثناء الاحتجاجات المناوئة لحكم مبارك) على قول كلام أنا أرفضه، ويخالف ضميري، فأخبرته أنني لا أستطيع إلا قول أنها ثورة، وهذا كان قبل توقع أي أحد صمود الثورة، فتوعد لي، فكان رده في اليوم التالي مباشرة ظهور خبر على كل أشرطة الأخبار: الجزيرة، والعربية، والـbbc« بـ«منع ظهور محمود سعد بالتلفزيون المصري ومنحة أجازة مفتوحة». ومكثت في البيت إلى يوم التنحي. (وفي برنامج بالتليفزيون بعد الثورة) وافقت على مداخلة هاتفية من أنس الفقي، رغم علمي بأن هدفه كان أن يشوهه صورتي. وقال أنة سيأتي يوم يجلس فيه أمام الناس ويقول عني الكثير، وعندما قلت له: تعال غدا وقل ما تريد من هنا، تطاول عليَّ بالكلام، وقال إنني لست المذيع الذي يمكن أن يجلس أمامه.. وذاع على العالم أنني أتقاضى مرتبا غير طبيعي، وأدان بهذا نفسه، لأنه هو من وقَّع معي العقد.. الفقي اتهمني بـ(قوله) أنني أتصنع البطولة وأريد الظهور كبطل على أكتاف شباب الثورة، وبعدها أغلق التلفون ولم يسمح لي بالرد. ولكن الرجل كان منفعلا وفي ورطة، لأنة كان قد أُبلغ قبل الحلقة أنه موقوف عن العمل وممنوع من السفر، فكان لديه مشاكل كثيرة، ولأنني لا أحب مناقشة مشاكلي الشخصية على التلفزيون كان يمكن أن أطلبه مرة أخرى واجعلها معركة شخصية على الهواء.
* وهل كنت تتقاضى مرتبا غير طبيعي؟- وما المشكلة.. أنا قلت كثيرا أنني أتقاضى مبالغ كبيرة من البرنامج، وهذا بناء على عقد الإعلانات. وكثير من القنوات زارتني في منزلي الجديد لأقول لجمهوري أن ربنا فتحها علي، فالمذيعون اليوم مثل كبار لاعبي الكرة ومشاهير الممثلين.. وقد قلت للفقي إن هذه المبالغ ليست من جيبك الخاص، كما أنني لست موظفا وأنت تعطيني مكافآت، خاصة وأنا رجل حر أعمل مهنة حرة يأتي من يطلبني وبناء على العقد أوافق أو أرفض.. وللعلم، بناء على مكاسب الشركة المنتجة كان العقد الذي وقعته مع التلفزيون هو نفس العقد الذي وقعته خارجه، على الرغم من أن إعلانات التلفزيون المصري أغلى.. برنامج «مصر النهاردة» كانت كلفته 25 مليون جنيه وأرباحه 100 مليون.. أي صافى ربح 75 مليونا، ويجب أن يتساءل الجميع لماذا توقف البرنامج بعدما تركته.. الإجابة لأن الشركة المنتجة لن تنفق على برنامج لن يجلب إعلانات.
* في رأيك من كان يقف وراء خطابات الرئيس السابق؟- فحوى الخطابات كانت تقول إن «حسنى (مبارك)« ليس خطيبا، ولم يُلقِ يوما خطابا أحبه الناس فيه طوال سنوات حكمه.. هذا بخلاف خطاب يوم 1 فبراير الذي أبكى الناس، لكن لا أعلم من كتب له الخطابات. فقد كان يختار أشخاصا على هواه و(على) قدر فكره ومن الصحافيين الكبار في عهد مبارك. ولو أقمنا مقارنة بين رؤساء مصر الثلاثة (في العقود الخمسة الأخيرة) نجد في أنه عهد (الرئيس الراحل) جمال (عبد الناصر) فطاحل (كُتاب خُطب) كبار.. وقل (مستوى هؤلاء الكتاب) قليلا في عهد (الرئيس الراحل أنور) السادات. وفى عهد مبارك انهار طقم الإعلام تماما؛ فالإعلام رؤية الرئيس.
* هل فعلا طلبت إجراء حوار مع الرئيس السابق لتدعيمه عند الرأي العام، قبل تحليه عن الحكم؟- غير حقيقي بالمرة.. هذه لعبة قام بها أنس الفقي في محاولة منه لهدمي أمام الرأي العام.. الحقيقة أنني أجريت عملية جراحية في القلب لتركيب «دعامة»، وفيما بعد كنت أسير بسيارتي حين طلبني أنس وأخبرني أن الرئيس يريد محادثتي للاطمئنان، وبعدها بدقائق طلبني الرئيس واطمأن عليّ، وسألني عن صحتي، وضحك جدا عندما قلت له ركِّبت «دعامة ذكية» مثل حكومتنا الذكية التي لا تفعل شيء. وضحكنا سويا. وقال أنت «لمض (مُجَادل) جدا يا محمود« فوجدتها فرصة مناسبة لأطلب منة إجراء حوار، فرحب، وقال لي نسِّق مع أنس، وبالفعل أخبرت أنس بهذا، وأخبرته أنني أريد الرئيس بملابس «كاجوال (غير رسمية)»، وأن يكون الحوار على الهواء، وإذا لم يكن على الهواء (فيجب) ألا يحضره أحد غيري.. أنا والرئيس السابق، فأخبرني الفقي أن هذا مستحيل، خاصة أن «بروتوكولات« الحوار مع الرئيس أن يحضره الدكتور زكريا عزمي (رئيس ديوان الرئيس)، و(نجله) جمال مبارك، وبعض المقربين، وأحيانا الهانم سوزان.. وبعد الانتهاء من الحوار يقومون بالحذف والقص على حسب أهوائهم فسأظهر وقتها بأني «عبيط« حاورت الرئيس ولم أسأله كما يجب لأنني خفت منه.. ثم من هو الإعلامي الذي زادت نجوميته بمحاورته للرئيس السابق.. كلهم نجوم من قبل محاورتهم للرئيس، وبالتالي ليس منتهى أحلام المذيع مقابلة الرئيس إنما منتهى أحلامه مقابلة الرئيس على حريته، كإعلامي.. والإعلاميون الأجانب لا يُحذف شيء من حواراتهم، فيُظهر المذيع نفسه.. ما فائدة مذيع حُذفت أغلب أسئلته. ولم أكرر بعد هذا الموقف الطلب مرة أخرى.
* ما سر استضافتك لعلاء مبارك في برنامجك بالتليفزيون (والتي جرت قبل الثورة بنحو شهر)؟
* كنت على خلاف في الرأي مع وزير الإعلام السابق أنس الفقي قبل اندلاع الثورة وتجلى الخلاف بعدها على الهواء أمام ملايين المشاهدين. هل كنت تتوقع مثل هذه التطورات؟- حقيقة كنت مختلفا مع أنس الفقي طوال الوقت، ولكن يحسب له أنه كان يتركني أفعل ما أراه صالحا، وكان بيننا اتفاق «ألا أجبره على شيء، وهو لا يجبرني على شيء». وبناء على هذا الاتفاق حدث الخلاف بيني وبينه يوم الأربعاء 26 يناير (كانون الثاني) لأنة أراد أن يجبرني (أثناء الاحتجاجات المناوئة لحكم مبارك) على قول كلام أنا أرفضه، ويخالف ضميري، فأخبرته أنني لا أستطيع إلا قول أنها ثورة، وهذا كان قبل توقع أي أحد صمود الثورة، فتوعد لي، فكان رده في اليوم التالي مباشرة ظهور خبر على كل أشرطة الأخبار: الجزيرة، والعربية، والـbbc« بـ«منع ظهور محمود سعد بالتلفزيون المصري ومنحة أجازة مفتوحة». ومكثت في البيت إلى يوم التنحي. (وفي برنامج بالتليفزيون بعد الثورة) وافقت على مداخلة هاتفية من أنس الفقي، رغم علمي بأن هدفه كان أن يشوهه صورتي. وقال أنة سيأتي يوم يجلس فيه أمام الناس ويقول عني الكثير، وعندما قلت له: تعال غدا وقل ما تريد من هنا، تطاول عليَّ بالكلام، وقال إنني لست المذيع الذي يمكن أن يجلس أمامه.. وذاع على العالم أنني أتقاضى مرتبا غير طبيعي، وأدان بهذا نفسه، لأنه هو من وقَّع معي العقد.. الفقي اتهمني بـ(قوله) أنني أتصنع البطولة وأريد الظهور كبطل على أكتاف شباب الثورة، وبعدها أغلق التلفون ولم يسمح لي بالرد. ولكن الرجل كان منفعلا وفي ورطة، لأنة كان قد أُبلغ قبل الحلقة أنه موقوف عن العمل وممنوع من السفر، فكان لديه مشاكل كثيرة، ولأنني لا أحب مناقشة مشاكلي الشخصية على التلفزيون كان يمكن أن أطلبه مرة أخرى واجعلها معركة شخصية على الهواء.
* وهل كنت تتقاضى مرتبا غير طبيعي؟- وما المشكلة.. أنا قلت كثيرا أنني أتقاضى مبالغ كبيرة من البرنامج، وهذا بناء على عقد الإعلانات. وكثير من القنوات زارتني في منزلي الجديد لأقول لجمهوري أن ربنا فتحها علي، فالمذيعون اليوم مثل كبار لاعبي الكرة ومشاهير الممثلين.. وقد قلت للفقي إن هذه المبالغ ليست من جيبك الخاص، كما أنني لست موظفا وأنت تعطيني مكافآت، خاصة وأنا رجل حر أعمل مهنة حرة يأتي من يطلبني وبناء على العقد أوافق أو أرفض.. وللعلم، بناء على مكاسب الشركة المنتجة كان العقد الذي وقعته مع التلفزيون هو نفس العقد الذي وقعته خارجه، على الرغم من أن إعلانات التلفزيون المصري أغلى.. برنامج «مصر النهاردة» كانت كلفته 25 مليون جنيه وأرباحه 100 مليون.. أي صافى ربح 75 مليونا، ويجب أن يتساءل الجميع لماذا توقف البرنامج بعدما تركته.. الإجابة لأن الشركة المنتجة لن تنفق على برنامج لن يجلب إعلانات.
* في رأيك من كان يقف وراء خطابات الرئيس السابق؟- فحوى الخطابات كانت تقول إن «حسنى (مبارك)« ليس خطيبا، ولم يُلقِ يوما خطابا أحبه الناس فيه طوال سنوات حكمه.. هذا بخلاف خطاب يوم 1 فبراير الذي أبكى الناس، لكن لا أعلم من كتب له الخطابات. فقد كان يختار أشخاصا على هواه و(على) قدر فكره ومن الصحافيين الكبار في عهد مبارك. ولو أقمنا مقارنة بين رؤساء مصر الثلاثة (في العقود الخمسة الأخيرة) نجد في أنه عهد (الرئيس الراحل) جمال (عبد الناصر) فطاحل (كُتاب خُطب) كبار.. وقل (مستوى هؤلاء الكتاب) قليلا في عهد (الرئيس الراحل أنور) السادات. وفى عهد مبارك انهار طقم الإعلام تماما؛ فالإعلام رؤية الرئيس.
* هل فعلا طلبت إجراء حوار مع الرئيس السابق لتدعيمه عند الرأي العام، قبل تحليه عن الحكم؟- غير حقيقي بالمرة.. هذه لعبة قام بها أنس الفقي في محاولة منه لهدمي أمام الرأي العام.. الحقيقة أنني أجريت عملية جراحية في القلب لتركيب «دعامة»، وفيما بعد كنت أسير بسيارتي حين طلبني أنس وأخبرني أن الرئيس يريد محادثتي للاطمئنان، وبعدها بدقائق طلبني الرئيس واطمأن عليّ، وسألني عن صحتي، وضحك جدا عندما قلت له ركِّبت «دعامة ذكية» مثل حكومتنا الذكية التي لا تفعل شيء. وضحكنا سويا. وقال أنت «لمض (مُجَادل) جدا يا محمود« فوجدتها فرصة مناسبة لأطلب منة إجراء حوار، فرحب، وقال لي نسِّق مع أنس، وبالفعل أخبرت أنس بهذا، وأخبرته أنني أريد الرئيس بملابس «كاجوال (غير رسمية)»، وأن يكون الحوار على الهواء، وإذا لم يكن على الهواء (فيجب) ألا يحضره أحد غيري.. أنا والرئيس السابق، فأخبرني الفقي أن هذا مستحيل، خاصة أن «بروتوكولات« الحوار مع الرئيس أن يحضره الدكتور زكريا عزمي (رئيس ديوان الرئيس)، و(نجله) جمال مبارك، وبعض المقربين، وأحيانا الهانم سوزان.. وبعد الانتهاء من الحوار يقومون بالحذف والقص على حسب أهوائهم فسأظهر وقتها بأني «عبيط« حاورت الرئيس ولم أسأله كما يجب لأنني خفت منه.. ثم من هو الإعلامي الذي زادت نجوميته بمحاورته للرئيس السابق.. كلهم نجوم من قبل محاورتهم للرئيس، وبالتالي ليس منتهى أحلام المذيع مقابلة الرئيس إنما منتهى أحلامه مقابلة الرئيس على حريته، كإعلامي.. والإعلاميون الأجانب لا يُحذف شيء من حواراتهم، فيُظهر المذيع نفسه.. ما فائدة مذيع حُذفت أغلب أسئلته. ولم أكرر بعد هذا الموقف الطلب مرة أخرى.
* ما سر استضافتك لعلاء مبارك في برنامجك بالتليفزيون (والتي جرت قبل الثورة بنحو شهر)؟
- لم أسع إلى هذا.. بل في أول العام علمت أن الرئاسة تريدني، وعلمت أن الطالب هو علاء مبارك، وأنا ليس لي أي تحفظ على شخصية علاء، لأنة ليس في لعبة السياسة، وليس موعودا بالتوريث. وكان سبب الطلب أنه افتتح جمعية خيرية باسم ابنة المتوفى محمد علاء مبارك، فقبلت، لأنه عمل خيري، وكانت الفقرة ربع ساعة. أما جمال مبارك فلم يطلب في يوم مقابلتي ولم أطلب أنا وليس بيننا علاقة.
* لماذا تعمدت بعد الثورة مباشرة استضافة كل الشخصيات التي كانت ممنوعة من دخول التلفزيون المصري؟- كانت رسالة أقول بها للعالم إن الدنيا تغيرت في مصر بناء على ما قاله لي أسامة الشيخ (رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق): «يا محمود ارجع تلفزيونك الآن تستطيع أن تقدم كل ما تريده». تعمدت استضافة كل الشخصيات المستبعدة: حسين عبد الغني، وبلال فضل، وعلاء الأسواني، وحسنين هيكل، وعمرو خالد، وإبراهيم عيسى، وأحمد زويل.. وكان (زويل) في أول حلقة، لأنه مُنع من الاستضافة بالتلفزيون المصري، ولأنه محبوب ونجمه ساطع.. كانت الرؤيا (في السابق) إخفائه عن العيون على الرغم من أن كل تلفزيونات العالم مفتوحة إمامه.
* كيف ترى المشهد السياسي في مصر اليوم؟- المشهد السياسي اليوم في مصر من أبهج ما يمكن. الوزير العربي المصري، عصام شرف، استطاع أن يصنع في شهر وبعض الأيام الكثير. صنع لمصر موقفا سياسيا خارجيا رائعا، فشهدنا دورا في «المصالحة الفلسطينية» وجولة عربية رائعة. مصر بدأت تسترد مكانتها الطبيعة وسط عالمنا العربي وأصبحت أكثر ترابطا معه، والعالم كله أشاد بثورة مصر ويتحدثون عنها بشكل جميل. أما المشهد الداخلي فأنا أرى المجلس الأعلى للقوات المسلحة متعاونا مع (وزارة) الداخلية لخدمة الشعب، وأيضا أرسى دعائم الاستماع إلى جميع فئات الشعب من شباب ومثقفين وكتاب وغيرهم. نحن في مرحلة رائعة ومندهش لماذا الناس غير مبتهجة. حال البلد اليوم أنا أشبهه بحالة الرجل الطيب الذي يزوج ابنته.. فرحان لأنه سيزوجها ويسترها ولكنه مديون ويمر بضائقة مالية.. أغلب الشعب سعيد بأن البلد رجعت مرة أخرى للناس بعد العهد الديكتاتوري.
* ما رأيك في (جماعة) الإخوان؟- لا يهم رأيي أنا.. الحقيقة أن الأخوان تيار موجود في مصر وفى أكثر من 100 بلد ولا أدرى لماذا الخوف منهم. ولو عملنا انتخابات حرة ماذا يعني لو الأخوان حكموا. ما المشكلة. ونرى ماذا سيفعلون. ودورنا تثقيف الناس. يجب ألا نمنع الديمقراطية، فهم التيار الوحيد في البلد المنظم الذي باستطاعته الحصول على نسبة عالية يمكن أن تصل إلى 30 في المائة. ولا ننسى (أنهم) عندما اشتركوا في الثورة قاموا بحمايتها يوم موقعة الجمل.. الإخوان وصلوا الميدان الساعة 2 فجرا وأكملوا الموقف بذكاء وترتيب. وفى لحظات الفجر كانت قوى الشباب بدأت تضعف وكان وقت دخول البلطجية. ومن يقول عكس هذا لم يقرأ الخريطة جيدا.
* راهنت على الثورة من أول يوم.. هل توقعت هذه النتائج؟- لم أتخيل يوما أن تصل الثورة إلى ما وصلت إليه. أكبر أمنياتي كانت إلغاء نظرية التوريث. ومع خطابات مبارك المتتالية في الثورة وتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس قلت إن هذا انجاز رائع. وكنت في منتهى السعادة بوجود نائب للرئيس يلغي التوريث. وكم كتبت كثيرا في هذا الشأن وناشدت الرئيس أن يدخل التاريخ بتعديله الدستور ويكون أول رئيس متقاعد. وكان لا فائدة من كل النداءات. وعندما خطب (مبارك) يوم 1 فبراير (شباط) الخطبة العاطفية التي أبكت الشعب، وصرح أنه لن يترشح مرة أخرى، قلت الحمد لله هذا أقصى الأمنيات. ولكن أخبرني أولادي وأقربائي من المعتصمين بميدان التحرير أنهم لن يتركوا الميدان سوى برحيله، ولأني رجل عجوز وجيلي معتاد على القهر كنت أرى أن ما فعلة هؤلاء الشباب انجاز تاريخي في غضون أيام قليلة ونحن ننادي به من سنين، فقلت أنا معكم.
* من الرئيس القادم لمصر، باعتقادك؟- كل الموجودين على الساحة اليوم قادرون وصالحون.. أي أحد يمكن أن يصبح رئيسا، فهم مشهود لهم بالإخلاص والأمانة والذكاء. مهمة رئيس الجمهورية ليست بالشاقة ولا الصعبة. ولو نظرنا (إلى) مَنْ يحكم أميركا اليوم، فهل كان يوما خبير سياسي.. كان محاميا، واليوم يحكم أكبر دولة في العالم. وعن نفسي، أُفضِّل (أن يكون عمر الرئيس المصري) القادم يتراوح بين 40 إلى 50 عاما. مَنْ في أعمارنا لا يملكون اليوم سوى الجلوس للكلام. رئيس الجمهورية الجديد يجب أن يكون شابا، ومصر بها العديد من الشباب على مستوى رائع من الثقافة والوعي والتضحية.
* رغم الثورة، لماذا هناك غياب لدور الشباب على الساحة السياسة؟- غير صحيح.. فهم موجودون ولكن لن نراهم في مناصب إدارية أو سياسة اليوم (أو) الآن، لأنهم غير مستعدين لهذا، بالإضافة إلى أن الوزارة لم تشكل بعد.. هذه (الحكومة الحالية) حكومة انتقالية، ولكن الشباب لهم دور كبير وفعال ويشاركون في العراك السياسي بشكل أساسي. وكنت في اجتماع في رئاسة الوزراء كان به العديد من الشباب بجوار القيادات. كما أنهم يترددون دوما على منزل عصام شرف للحوار والنقاش حول أمنياتهم.
* حصل الناشط السياسي المصري الشاب وائل غنيم أخيرا على لقب أكثر 100 شخصية مؤثر في العالم ما رأيك؟- (غنيم) شخصية جميلة، وهو من مفجري الثورة.. ولد مصري ممتاز مجاهد. كان بذرة صالحة للثورة، ولا يعني هذا أننا عندما نذكر وائل غنيم ننكر دور أبطال آخرين.. هناك من أتهمه بالعمالة والخيانة، وهذا أمر غير مقبول. هل بدون وائل لم تقم الثورة.. من يجلس مع شباب الثورة ويسمع لهم يعرف أنها معجزة إلهية.. يوم جمعة الغضب الشباب كان يقول: كنا نتلاقى بالألف حتى أصبحنا ملايين وكلنا متجهين إلى التحرير لا نعرف ماذا نريد أو نطالب. ووائل أحد العلامات المضيئة.
* مَنْ ستحاور في المرحلة القادمة؟- أي أحد يمكن أحاوره.. أخبرتني زوجتي أنها رأت في طريق عودتها للمنزل سيدة تبيع الخضار وهى ذات شخصية لطيفة جدا ودمها خفيف تأتي يوميا من إمبابة (شمال القاهرة) لميدان التحرير (بوسط القاهرة) سيرا على الأقدام، حتى تكسب جنيهات قليلة. فقلت سوف أستضيفها لتحكي قصتها لأن الجنيهات القليلة قد لا تكون ذات قيمة في حياة كثيرين، ولكن يجب أن يعرفوا أن هناك سيدة تستيقظ في الصباح الباكر لتكسب هذه الجنيهات. مثل هؤلاء الناس يمكن أن نتعلم منهم. ويجب متابعتهم حتى نعرف البلد تغيرت أم لا.
* ما هي الخلطة السرية للإعلامي الناجح؟- لا أستطيع قول نصيحة لزملائي لأنهم جميعا على درجة مهنية عالية، ولكنني أقول لنفسي يجب توخي الحذر ونسمع بعضنا بعضا أكثر (من السابق) ونصدق بعضنا بعضا أكثر، لأن التيارات كثيرة، والمناخ مهيأ لنمو الشائعات بشكل كبير. أناشد كل مواطن قبل أن تروى الحكاية تأمل ما تروي، فهذا سبب كل المشاكل الأمنية واندلاع الفتنة الطائفية.
* ما رأيك في قرار رفع «الموافقة الأمنية« من شروط إصدار الصحف والقنوات الجديدة، بعد ثورة 25 يناير؟- حدث تاريخي رائع. للحصول على الموافقة الأمنية كان يجب عمل تحريات أمنية مشددة على طالب الموافقة. ولو كان جارك من جماعة الإخوان (التي كانت محظورة أيام حكم مبارك)، فإنك لا تحصل على رخصة كهذه.
* عدم عملك بالتلفزيون المصري خسارة له أم لك؟- خسارة لي بكل تأكيد لأني أحب أن أخاطب جميع المصريين. حقا هناك 60 في المائة لديهم أطباق استقبال ولكن هناك 40 في المائة لا يملكون هذه الأطباق. أنا كنت أحب أن أذهب لهم عبر القنوات الأرضية.
* لو تغيرت الظروف هل يمكن أن نراك مرة أخرى على شاشة التلفزيون المصري؟- التلفزيون المصري اليوم يرسي دعائم فكرة إعطاء فرص لأبنائه. فمن غير المعقول أن يكون هناك عشرة مذيعين لا يعملون ومحمود سعد يتقاضى مليون جنية. ومن الممكن أن ينجح أحدهم وتكون له شهرة واسعة.
* ما رأيك في البرنامج الكوميدي «لخبطة»، الذي يقلد مذيعه طريقتك في الحوار؟- سواء سخرية أو تقليد لا يغضبني طالما قررت العمل في المجال العام. من حق أي أحد أن يظهر ويقلدني. لا يوجد أحد يحبه كل الناس أو يستطيع إقناع كل الناس. الذي لا يحبني أو لا يستطيع سماع صوتي يغير القناة. وأنا أعمل ميزانا طوال الوقت طالما الذين يحبونني أكثر من الذين لا يحبوني ماشي الحال، أعمل.. ولو تساوت الكفتان 50 في المائة و50 في المائة يبقى كفاية شغل. وقد قدمت أكثر من 1000 حلقة في التلفزيون والجمهور حكم جيد.. يتذكر جيدا. ولكنني أرى أنني قدمت أشياء حلوة وأشياء لم أوفق فيها.
* لماذا تعمدت بعد الثورة مباشرة استضافة كل الشخصيات التي كانت ممنوعة من دخول التلفزيون المصري؟- كانت رسالة أقول بها للعالم إن الدنيا تغيرت في مصر بناء على ما قاله لي أسامة الشيخ (رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق): «يا محمود ارجع تلفزيونك الآن تستطيع أن تقدم كل ما تريده». تعمدت استضافة كل الشخصيات المستبعدة: حسين عبد الغني، وبلال فضل، وعلاء الأسواني، وحسنين هيكل، وعمرو خالد، وإبراهيم عيسى، وأحمد زويل.. وكان (زويل) في أول حلقة، لأنه مُنع من الاستضافة بالتلفزيون المصري، ولأنه محبوب ونجمه ساطع.. كانت الرؤيا (في السابق) إخفائه عن العيون على الرغم من أن كل تلفزيونات العالم مفتوحة إمامه.
* كيف ترى المشهد السياسي في مصر اليوم؟- المشهد السياسي اليوم في مصر من أبهج ما يمكن. الوزير العربي المصري، عصام شرف، استطاع أن يصنع في شهر وبعض الأيام الكثير. صنع لمصر موقفا سياسيا خارجيا رائعا، فشهدنا دورا في «المصالحة الفلسطينية» وجولة عربية رائعة. مصر بدأت تسترد مكانتها الطبيعة وسط عالمنا العربي وأصبحت أكثر ترابطا معه، والعالم كله أشاد بثورة مصر ويتحدثون عنها بشكل جميل. أما المشهد الداخلي فأنا أرى المجلس الأعلى للقوات المسلحة متعاونا مع (وزارة) الداخلية لخدمة الشعب، وأيضا أرسى دعائم الاستماع إلى جميع فئات الشعب من شباب ومثقفين وكتاب وغيرهم. نحن في مرحلة رائعة ومندهش لماذا الناس غير مبتهجة. حال البلد اليوم أنا أشبهه بحالة الرجل الطيب الذي يزوج ابنته.. فرحان لأنه سيزوجها ويسترها ولكنه مديون ويمر بضائقة مالية.. أغلب الشعب سعيد بأن البلد رجعت مرة أخرى للناس بعد العهد الديكتاتوري.
* ما رأيك في (جماعة) الإخوان؟- لا يهم رأيي أنا.. الحقيقة أن الأخوان تيار موجود في مصر وفى أكثر من 100 بلد ولا أدرى لماذا الخوف منهم. ولو عملنا انتخابات حرة ماذا يعني لو الأخوان حكموا. ما المشكلة. ونرى ماذا سيفعلون. ودورنا تثقيف الناس. يجب ألا نمنع الديمقراطية، فهم التيار الوحيد في البلد المنظم الذي باستطاعته الحصول على نسبة عالية يمكن أن تصل إلى 30 في المائة. ولا ننسى (أنهم) عندما اشتركوا في الثورة قاموا بحمايتها يوم موقعة الجمل.. الإخوان وصلوا الميدان الساعة 2 فجرا وأكملوا الموقف بذكاء وترتيب. وفى لحظات الفجر كانت قوى الشباب بدأت تضعف وكان وقت دخول البلطجية. ومن يقول عكس هذا لم يقرأ الخريطة جيدا.
* راهنت على الثورة من أول يوم.. هل توقعت هذه النتائج؟- لم أتخيل يوما أن تصل الثورة إلى ما وصلت إليه. أكبر أمنياتي كانت إلغاء نظرية التوريث. ومع خطابات مبارك المتتالية في الثورة وتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس قلت إن هذا انجاز رائع. وكنت في منتهى السعادة بوجود نائب للرئيس يلغي التوريث. وكم كتبت كثيرا في هذا الشأن وناشدت الرئيس أن يدخل التاريخ بتعديله الدستور ويكون أول رئيس متقاعد. وكان لا فائدة من كل النداءات. وعندما خطب (مبارك) يوم 1 فبراير (شباط) الخطبة العاطفية التي أبكت الشعب، وصرح أنه لن يترشح مرة أخرى، قلت الحمد لله هذا أقصى الأمنيات. ولكن أخبرني أولادي وأقربائي من المعتصمين بميدان التحرير أنهم لن يتركوا الميدان سوى برحيله، ولأني رجل عجوز وجيلي معتاد على القهر كنت أرى أن ما فعلة هؤلاء الشباب انجاز تاريخي في غضون أيام قليلة ونحن ننادي به من سنين، فقلت أنا معكم.
* من الرئيس القادم لمصر، باعتقادك؟- كل الموجودين على الساحة اليوم قادرون وصالحون.. أي أحد يمكن أن يصبح رئيسا، فهم مشهود لهم بالإخلاص والأمانة والذكاء. مهمة رئيس الجمهورية ليست بالشاقة ولا الصعبة. ولو نظرنا (إلى) مَنْ يحكم أميركا اليوم، فهل كان يوما خبير سياسي.. كان محاميا، واليوم يحكم أكبر دولة في العالم. وعن نفسي، أُفضِّل (أن يكون عمر الرئيس المصري) القادم يتراوح بين 40 إلى 50 عاما. مَنْ في أعمارنا لا يملكون اليوم سوى الجلوس للكلام. رئيس الجمهورية الجديد يجب أن يكون شابا، ومصر بها العديد من الشباب على مستوى رائع من الثقافة والوعي والتضحية.
* رغم الثورة، لماذا هناك غياب لدور الشباب على الساحة السياسة؟- غير صحيح.. فهم موجودون ولكن لن نراهم في مناصب إدارية أو سياسة اليوم (أو) الآن، لأنهم غير مستعدين لهذا، بالإضافة إلى أن الوزارة لم تشكل بعد.. هذه (الحكومة الحالية) حكومة انتقالية، ولكن الشباب لهم دور كبير وفعال ويشاركون في العراك السياسي بشكل أساسي. وكنت في اجتماع في رئاسة الوزراء كان به العديد من الشباب بجوار القيادات. كما أنهم يترددون دوما على منزل عصام شرف للحوار والنقاش حول أمنياتهم.
* حصل الناشط السياسي المصري الشاب وائل غنيم أخيرا على لقب أكثر 100 شخصية مؤثر في العالم ما رأيك؟- (غنيم) شخصية جميلة، وهو من مفجري الثورة.. ولد مصري ممتاز مجاهد. كان بذرة صالحة للثورة، ولا يعني هذا أننا عندما نذكر وائل غنيم ننكر دور أبطال آخرين.. هناك من أتهمه بالعمالة والخيانة، وهذا أمر غير مقبول. هل بدون وائل لم تقم الثورة.. من يجلس مع شباب الثورة ويسمع لهم يعرف أنها معجزة إلهية.. يوم جمعة الغضب الشباب كان يقول: كنا نتلاقى بالألف حتى أصبحنا ملايين وكلنا متجهين إلى التحرير لا نعرف ماذا نريد أو نطالب. ووائل أحد العلامات المضيئة.
* مَنْ ستحاور في المرحلة القادمة؟- أي أحد يمكن أحاوره.. أخبرتني زوجتي أنها رأت في طريق عودتها للمنزل سيدة تبيع الخضار وهى ذات شخصية لطيفة جدا ودمها خفيف تأتي يوميا من إمبابة (شمال القاهرة) لميدان التحرير (بوسط القاهرة) سيرا على الأقدام، حتى تكسب جنيهات قليلة. فقلت سوف أستضيفها لتحكي قصتها لأن الجنيهات القليلة قد لا تكون ذات قيمة في حياة كثيرين، ولكن يجب أن يعرفوا أن هناك سيدة تستيقظ في الصباح الباكر لتكسب هذه الجنيهات. مثل هؤلاء الناس يمكن أن نتعلم منهم. ويجب متابعتهم حتى نعرف البلد تغيرت أم لا.
* ما هي الخلطة السرية للإعلامي الناجح؟- لا أستطيع قول نصيحة لزملائي لأنهم جميعا على درجة مهنية عالية، ولكنني أقول لنفسي يجب توخي الحذر ونسمع بعضنا بعضا أكثر (من السابق) ونصدق بعضنا بعضا أكثر، لأن التيارات كثيرة، والمناخ مهيأ لنمو الشائعات بشكل كبير. أناشد كل مواطن قبل أن تروى الحكاية تأمل ما تروي، فهذا سبب كل المشاكل الأمنية واندلاع الفتنة الطائفية.
* ما رأيك في قرار رفع «الموافقة الأمنية« من شروط إصدار الصحف والقنوات الجديدة، بعد ثورة 25 يناير؟- حدث تاريخي رائع. للحصول على الموافقة الأمنية كان يجب عمل تحريات أمنية مشددة على طالب الموافقة. ولو كان جارك من جماعة الإخوان (التي كانت محظورة أيام حكم مبارك)، فإنك لا تحصل على رخصة كهذه.
* عدم عملك بالتلفزيون المصري خسارة له أم لك؟- خسارة لي بكل تأكيد لأني أحب أن أخاطب جميع المصريين. حقا هناك 60 في المائة لديهم أطباق استقبال ولكن هناك 40 في المائة لا يملكون هذه الأطباق. أنا كنت أحب أن أذهب لهم عبر القنوات الأرضية.
* لو تغيرت الظروف هل يمكن أن نراك مرة أخرى على شاشة التلفزيون المصري؟- التلفزيون المصري اليوم يرسي دعائم فكرة إعطاء فرص لأبنائه. فمن غير المعقول أن يكون هناك عشرة مذيعين لا يعملون ومحمود سعد يتقاضى مليون جنية. ومن الممكن أن ينجح أحدهم وتكون له شهرة واسعة.
* ما رأيك في البرنامج الكوميدي «لخبطة»، الذي يقلد مذيعه طريقتك في الحوار؟- سواء سخرية أو تقليد لا يغضبني طالما قررت العمل في المجال العام. من حق أي أحد أن يظهر ويقلدني. لا يوجد أحد يحبه كل الناس أو يستطيع إقناع كل الناس. الذي لا يحبني أو لا يستطيع سماع صوتي يغير القناة. وأنا أعمل ميزانا طوال الوقت طالما الذين يحبونني أكثر من الذين لا يحبوني ماشي الحال، أعمل.. ولو تساوت الكفتان 50 في المائة و50 في المائة يبقى كفاية شغل. وقد قدمت أكثر من 1000 حلقة في التلفزيون والجمهور حكم جيد.. يتذكر جيدا. ولكنني أرى أنني قدمت أشياء حلوة وأشياء لم أوفق فيها.
No comments:
Post a Comment