طلبة الإعلام المفصولون على طريقة بانجو خالد سعيد
قرار مجلس جامعة القاهرة برئاسة د. حسام كامل بفصل تسعة طلبة من كلية الإعلام فصلا نهائيا عبر اتهامات يذكرنا بعضها باتهام خالد سعيد قبل الثورة بأنه قد ابتلع لفافة بانجو، هو حالة تعيد إلى الأذهان أجواء كافح الشعب المصرى وسيظل يكافح من أجل ألا تعود، مما يجعل هذا القرار المفرط فى استخدام السلطة ضد طلبة على أبواب الامتحانات والتخرج هو أمر يشترك فى رفضه عدد كبير من الطلبة حتى الذين يختلفوا فى الرأى مع المفصولين المعتصمين بكلية الإعلام للمطالبة بعدم بقاء رموز النظام السابق فى المواقع القيادية بالكلية والجامعة.
click here to read the article
لقد اجتمع مجلس جامعة القاهرة اجتماعا طارئا بقاعة أحمد لطفى السيد بجامعة القاهرة، وأصدروا ضد تسعة من الطلبة المعتصمين بكلية الإعلام وغالبيتهم فى السنة النهائية بالكلية، أصدروا قرارا غير مسبوق فى تاريخ الجامعة بفصل هؤلاء الطلبة نهائيا.
حاولت أن أتخيل مشاعر عمداء الكليات ورئيس الجامعة، أن أتصور قدرتهم على النظر فى وجوه أبنائهم حين عادوا إلى بيوتهم. وسألت نفسى كيف استطاعوا أن يناموا حين دخل كل منهم إلى فراشه، وكيف قضى كل منهم ليلته فى الظلام، هل استرجع أى منهم أنه كان فى يوم من الأيام طالبا متحمسا مقبلا على الحياة، هل استعاد أى منهم ذكرياته حول انتظاره لليوم الذى يتخرج فيه، ثم لليوم الذى يتخرج فيه من الجامعة ابنه أو ابنته، هل حاسب د. حسام كامل نفسه، هل راجع رئيس الجامعة بينه وبين نفسه الطريقة التى أدار بها الأزمة منذ بدايتها، واعترف بأن قرارا مسئولا وجريئا منذ البداية كان سيترتب عليه استقرار الحياة الجامعية.
ما علينا، فلنترك الليل وسواده ونعود إلى المشهد خلال النهار وتجلياته. لقد اجتمعوا فى قاعة "أحمد لطفى السيد"، ومن المفترض أن أى مثقف يعلم أنه واحد من أكثر المدافعين عن الديمقراطية، فهل تذكروا الديمقراطية حين أمسكت أنامل كل منهم بالقلم وقاموا بالتوقيع على قرار بالفصل النهائى لعدد من الطلبة فى ظل الثورة التى رفعت شعار "خبز، حرية، كرامة إنسانية"، والتى هتفنا جميعا مع انتصارها بواحد من أكثر الشعارات تأثيرا فى الوجدان: "ارفع رأسك فوق، إنت مصرى".
لقد قامت فى مصر ثورة ضد الظلم، وضد القهر، وضد الاستبداد. وواهم من يظن أن عقارب الساعة من الممكن أن تعود إلى الوراء.
لقد انقضى العهد الذى كان يتم فيه رفع ما كان يسمى بـ "كارت إرهاب" لترويع الآمنين. ذلك الزمن الذى اجتمع فيه هذا المجلس نفسه الذى يحمل اسم مجلس جامعة القاهرة، حيث أصدر عمداء الكليات وبقية الأعضاء المجتمعين فى ذلك اليوم من العام الماضى قرارا بمنح السيدة سوزان مبارك الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة والتى كان يرأسها أيضا فى ذلك الوقت رئيس الجامعة الحالى نفسه الدكتور "حسام كامل"، فى ذلك الزمن الذى كان تعيين عمداء الكليات ورؤساء الجامعات لا بد أن ينال الرضاء السامى من جهاز مباحث أمن الدولة المُنحل.
إن القرارات التى تبدو انتقامية مع إفراط فى استخدام السلطة ضد عدد من الطلبة قبل أيام من موعد امتحان نهاية العام لا تحقق للجامعة الهيبة التى تحجج بها الذين لم ينجحوا فى إدارة الأزمة منذ بدايتها، والذين لم ينجحوا فى استثمار حماس الشباب بعد الثورة بدلا من معاداة الطلبة والتعامل معهم كأعداء. بل إن هيبة الجامعة تتحقق حين يتم تغيير الذين كان ولاؤهم لأمن الدولة وللحزب الوطنى.
click here to read the article
لقد اجتمع مجلس جامعة القاهرة اجتماعا طارئا بقاعة أحمد لطفى السيد بجامعة القاهرة، وأصدروا ضد تسعة من الطلبة المعتصمين بكلية الإعلام وغالبيتهم فى السنة النهائية بالكلية، أصدروا قرارا غير مسبوق فى تاريخ الجامعة بفصل هؤلاء الطلبة نهائيا.
حاولت أن أتخيل مشاعر عمداء الكليات ورئيس الجامعة، أن أتصور قدرتهم على النظر فى وجوه أبنائهم حين عادوا إلى بيوتهم. وسألت نفسى كيف استطاعوا أن يناموا حين دخل كل منهم إلى فراشه، وكيف قضى كل منهم ليلته فى الظلام، هل استرجع أى منهم أنه كان فى يوم من الأيام طالبا متحمسا مقبلا على الحياة، هل استعاد أى منهم ذكرياته حول انتظاره لليوم الذى يتخرج فيه، ثم لليوم الذى يتخرج فيه من الجامعة ابنه أو ابنته، هل حاسب د. حسام كامل نفسه، هل راجع رئيس الجامعة بينه وبين نفسه الطريقة التى أدار بها الأزمة منذ بدايتها، واعترف بأن قرارا مسئولا وجريئا منذ البداية كان سيترتب عليه استقرار الحياة الجامعية.
ما علينا، فلنترك الليل وسواده ونعود إلى المشهد خلال النهار وتجلياته. لقد اجتمعوا فى قاعة "أحمد لطفى السيد"، ومن المفترض أن أى مثقف يعلم أنه واحد من أكثر المدافعين عن الديمقراطية، فهل تذكروا الديمقراطية حين أمسكت أنامل كل منهم بالقلم وقاموا بالتوقيع على قرار بالفصل النهائى لعدد من الطلبة فى ظل الثورة التى رفعت شعار "خبز، حرية، كرامة إنسانية"، والتى هتفنا جميعا مع انتصارها بواحد من أكثر الشعارات تأثيرا فى الوجدان: "ارفع رأسك فوق، إنت مصرى".
لقد قامت فى مصر ثورة ضد الظلم، وضد القهر، وضد الاستبداد. وواهم من يظن أن عقارب الساعة من الممكن أن تعود إلى الوراء.
لقد انقضى العهد الذى كان يتم فيه رفع ما كان يسمى بـ "كارت إرهاب" لترويع الآمنين. ذلك الزمن الذى اجتمع فيه هذا المجلس نفسه الذى يحمل اسم مجلس جامعة القاهرة، حيث أصدر عمداء الكليات وبقية الأعضاء المجتمعين فى ذلك اليوم من العام الماضى قرارا بمنح السيدة سوزان مبارك الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة والتى كان يرأسها أيضا فى ذلك الوقت رئيس الجامعة الحالى نفسه الدكتور "حسام كامل"، فى ذلك الزمن الذى كان تعيين عمداء الكليات ورؤساء الجامعات لا بد أن ينال الرضاء السامى من جهاز مباحث أمن الدولة المُنحل.
إن القرارات التى تبدو انتقامية مع إفراط فى استخدام السلطة ضد عدد من الطلبة قبل أيام من موعد امتحان نهاية العام لا تحقق للجامعة الهيبة التى تحجج بها الذين لم ينجحوا فى إدارة الأزمة منذ بدايتها، والذين لم ينجحوا فى استثمار حماس الشباب بعد الثورة بدلا من معاداة الطلبة والتعامل معهم كأعداء. بل إن هيبة الجامعة تتحقق حين يتم تغيير الذين كان ولاؤهم لأمن الدولة وللحزب الوطنى.
No comments:
Post a Comment