صحفيو المؤسسات القومية : لا نخجل من عملنا اليوم محيط – سميرة سليمان
ارتياح مشوب بالقلق عبر عنه صحفيو المؤسسات القومية بعد قرار تغيير القيادات والذي دخل من أيام قليلة حيز التنفيذ لنرى وجوها جديدة غير تلك التي عهدناها والتي امتازت بالقدرة على مصانعة ومغازلة النظام السابق لمصر ومعارضة كل ما يغضبه ما تجلى في أيام الثورة وظهر مردوده في إنخفاض نسبة توزيع تلك الصحف بشكل حاد .
فمن جهته اعتبر الصحفي علاء عبد الهادي نائب رئيس تحرير "الأخبار" أن التغييرات الجديدة إيجابية خاصة أن القيادات جاءت من أبناء المؤسسة، وقد أدت القيادات القديمة رسالتها على حد قول عبدالهادي ، بحسب المعطيات التي أتيحت لهم ، ومن ثم تغير دورهم بتغير النظام . وأشار إلى أن تجديد الثقة في محمد بركات رئيس مجلس إدارة مؤسسة "أخبار اليوم"، وياسر رزق رئيس تحرير صحيفة "الأخبار"، صادف هوى لدى العاملين في المؤسسة. وقد وعد رئيس تحرير الجريدة الجديد بالإنحياز لقضايا الشارع لتعود الجرائد القومية ملكا للقاعدة العريضة من الشعب معبرة بصدق عن قضاياه ، وأن تكون صوت الشعب لدى السلطة، لا أن تظل كما فعلت على مدار تاريخها تبحث عمن تغازله.
صحيفة الأهرام عودة الأهرام
من جهتها قالت الكاتبة شيرين المنيري في صحيفة "الأهرام" أن تغيير عبدالمنعم سعيد وأسامة سرايا من رئاسة الجريدة يكسبها مصداقية ويعيد لها معدل توزيعها الذي هبط للربع، معربة عن أملها في أن يقوم رئيس مجلس الإدارة الجديد لبيب السباعي ورئيس التحرير عبدالعظيم حماد بإستعادة ثقة الشارع .
وصفت المنيري رئيس التحرير السابق أسامة سرايا بافتقاده للموهبة والذكاء في خدمته للنظام، على العكس من "إمبراطور التطبيع" د. عبد المنعم سعيد ،على حد وصف الكاتبة، والذي كان همزة الوصل بين مصر وأمريكا من أجل تمرير سيناريو توريث الحكم لنجل الرئيس السابق.
أشارت المنيري أيضا إلى الدعاوى التي انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مطالبة القراء بشراء صحيفة "الأهرام" بعد رحيل سرايا عنها، وهو الرجل الذي كانت مؤهلاته تنحصر في أنه ذراع إبراهيم نافع الأيمن، رغم المخالفات المالية التي كان يرتكبها في مكتب الأهرام بـ"جدة" لكن تم حفظ القضايا كلها.
وأثنت الصحفية على اختيار عبد العظيم حماد، الذي وصفته بالكفاءة على المستويين المهني والإنساني، ولكنها طالبته بإعادة الصحفيين إلى الأهرام بعد أن نجح إبراهيم نافع في استقدام صحفيين من جهات أمنية للمؤسسة وأعطى الإداريين عضوية نقابة الصحفيين ليضمن صوتهم في الإنتخابات، كما قضى على ميزانية الأهرام في أمور لا تفيد المطبوعة، وتخدم مصالحه الشخصية.
كما أكدت المنيري أن المضمون التحريري بالأهرام يجب الإلتفات إليه، إلى جانب أجور الصحفيين بالمؤسسة، واصفة المرحلة التي عاشها الصحفيون بعد عهد محمد حسنين هيكل بالمأساة المروعة، بدأت فصولها في عهد إبراهيم نافع انتهاء بأسامة سرايا، وعبد المنعم سعيد الذي حول الصحفيون للتحقيق حينما طالبوا بأن تتماشى الصحيفة مع روح الثورة .
وكالة أنباء وكالة الشرقشملت التغييرات الصحفية، تعيين عادل عبد العزيز رئيسا لمجلس الإدارة ورئيسا لتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، وعن ذلك قال رفعت الزهري سكرتير تحرير الوكالة ومدير مكتبها في فلسطين والسودان : مطلب إقالة رؤساء الصحف القومية طبيعي بعد أن تحولت تلك الصحف على أيديهم إلى صحف النظام والحزب الحاكم بدلاً أن تكون صوت الشعب.
وقال الزهري أن العاملين بوكالة الشرق الأوسط وعقب تنحي الرئيس مبارك قاموا بطرد رئيس تحرير الوكالة عبدالله حسن، ورشحوا أسماء لقيادة الوكالة وقدموها للمجلس العسكري وتمت الموافقة على عادل عبدالعزيز، والذي تنتظره مهام منها إعادة الأموال المنهوبة من الوكالة بفعل رئيسها السابق ومعاونيه، وإنهاء النزاع القضائي حول ملكية أرض الوكالة مع وزارة الأوقاف، وإصلاح أوضاع الصحفيين هناك مهنيا وماديا .
أضاف الزهري أن الوكالة كانت تخوف في فترتها السابقة للإداريين التحكم في الصحفيين عبر نظام حضور وإنصراف ما يعد انتهاكا لكرامة الصحفي، مع تمييز الإداري على الصحفي بالبدلات.
الجمهوريةترى الكاتبة الصحفية هالة فهمي في صحيفة "الجمهورية" أن التغييرات التي تضمنت تعيين خالد بكير رئيسا لمجلس إدارة "الجمهورية"، ومحمود نافع رئيسا للتحرير، وجمال أبو بيه رئيسا لتحرير "المساء"، عبرت بدقة عن طموحات العاملين في المؤسسة، الذين لم ينادوا بالتغيير إلا لرفضهم الأسماء التي كانت تابعة للنظام السابق، والتي حاربت الثورة.
وتطالب فهمي باستعادة ثقة القارئ عبر الكتابة عن همومه وأحلامه، وعبر نقل الصورة الصحيحة دون تزييف بعيداً عن الإرهاب المعنوي أو المادي، الذي صرف القارئ عن الصحف القومية لصالح صحف المعارضة والمستقلة.
كما تؤكد الكاتبة أن المطلوب من مجلس الإدارة الجديد بالجريدة التخلص من الفساد داخل المؤسسة وإعادة الكفاءات لأماكنهم التي يستحقونها، مع تكوين صفوف ثانية وثالثة للتغلب على حالة الفراغ التي سيطرت على مؤسسات الدولة وليس المؤسسات الصحفية فقط .
ويشاركها الصحفي بالجمهورية أيضاً يسري السيد الذي أكد أن المؤسسة بعد طول غياب تولاها كفاءات مهنية وعليها إعادة ترتيب الأوضاع بعيداً عن الحسابات الخاصة والمجاملات ، مشيراً إلى أنه أصبح يشرف من جديد بعمله في صحيفة "الجمهورية" بعد ان كان يخجل من الاعتراف بذلك.
جريدة ومجلة روزا اليوسف
ترى الكاتبة د. عزة بدر أن التغيير الصحفي يحيي المطبوعات، وعن مجلة "صباح الخير" فقد تولاها محمد هيبة رئيسا لتحريرها، كما تم تعيين محمد جمال المعدول رئيسا لمجلس إدارة "روز اليوسف" وأسامة سلامة رئيسا لتحرير مجلة "روز اليوسف"، وإبراهيم خليل رئيسا لتحرير الجريدة اليومية.
ودعت بدر إلى عدم استباق الحكم على أداء أي قيادة في أي موقع صحفي، وإعطاء الفرصة كاملة لهم لممارسة دورهم الإعلامي، مثمنة الأسماء التي تولت مطبوعات روز اليوسف، التي لاقت قبولاً وارتياحاً من العاملين بها.
وترى الكاتبة الصحفية أن أولى التحديات التي تجابه تلك القيادات هي النهوض بالسياسة التحريرية، وإعطاء الجميع الفرصة للتعبير عن رأيهم واحترام الاختلاف الذي يصنع الديمقراطية، وانشغال المطبوعات بالقضايا الحيوية في المجتمع، ومناقشة العقد الاجتماعي الجديد الذي أصبح سائداً بعد ثورة يناير، بالإضافة إلى المساهمة في النهوض بالحوار الوطني وتوعية الناس بأمانة أصواتهم في المرحلة المقبلة، والالتفاف حول قضايا البناء للمجتمع.
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=458864&pg=8
No comments:
Post a Comment