الشعب يريد عودة أنس الفقىعلى بريشة الجمعة، 1 أبريل 2011 - 20:12
أجمل ما فى إعلام أنس الفقى أنه كان مفضوحا مكشوفا.. يحاول أن يضحك علينا فيضحك منه الناس.. كان يحارب الثورة بالتمثيليات الخايبة ماركة "الواد تامر بتاع غمرة" و"البنت شيماء بتاعة 48 ساعة".. وطنط عفاف التى تعانى (يا حرام) من توقف محلات الكباب بينما هى تبحث عن الريش والبيتزا لابن أختها، وتحذر من التدريبات السرية التى تتم فى لندن لأشخاص لون بشرتهم مثلنا، ويتعلمون كيف يقفزون على الدبابة ويخرجون منها العسكرى (وكأنه عسكرى شطرنج) ويجلسون مكانه.. الإعلام الساذج الذى كان يقود الثورة المضادة بسلاح الكنتاكى والأجندات والكادر الثابت على كوبرى ستة أكتوبر والذى يريد أن يثبت بالدليل القاطع أن كل شئ هادئ فى ميدان التحرير.
أجمل ما فى إعلام أنس الفقى أنه كان مفضوحا مكشوفا.. يحاول أن يضحك علينا فيضحك منه الناس.. كان يحارب الثورة بالتمثيليات الخايبة ماركة "الواد تامر بتاع غمرة" و"البنت شيماء بتاعة 48 ساعة".. وطنط عفاف التى تعانى (يا حرام) من توقف محلات الكباب بينما هى تبحث عن الريش والبيتزا لابن أختها، وتحذر من التدريبات السرية التى تتم فى لندن لأشخاص لون بشرتهم مثلنا، ويتعلمون كيف يقفزون على الدبابة ويخرجون منها العسكرى (وكأنه عسكرى شطرنج) ويجلسون مكانه.. الإعلام الساذج الذى كان يقود الثورة المضادة بسلاح الكنتاكى والأجندات والكادر الثابت على كوبرى ستة أكتوبر والذى يريد أن يثبت بالدليل القاطع أن كل شئ هادئ فى ميدان التحرير.
راح أنس الفقى وترك رجاله.. وأثبت التلاميذ أنهم أكثر كفاءة من الأستاذ.. (لأن الأستاذ أصلا لم يكن يمتلك كفاءة تؤهله للمنصب الوزارى وإنما نزل على المنصب بباراشوت ماما سوزان) وراح أحمد عز وترك رجاله الذين كانوا بالتأكيد أكثر مهارة من الأستاذ (لأن الأستاذ أصلا لم يمتلك أى مهارة تؤهله لقيادة المشهد السياسى وإنما نزل على دنيا السياسة ببراشوت سى النبى حارسه البرنس جمال).. رحل رجال الباراشوت الذين أفسدوا الإعلام والسياسة بخبراتهم الضحلة ودخل محلهم (من تحت الستار) الحرس القديم المعجون بدهاء السياسة والإعلام.. الأسطى موافى والريس زكريا.. اللذان وصلا إلى مكانتهما بدون باراشوتات وإنما بخبرة السنين ودهاء العصور والفهم العميق لكل تفاصيل وتناقضات التيارات السياسية المصرية وتركيبة الشعب الطيب التى تجنح بطبيعتها للاستقرار وترفض التشدد والتطرف.. الشعب الذى عندما يضحك ويفرط فى الضحك يختتم قهقته متوجسا، وهو يقول: "اللهم اجعله خير" (بالمناسبة نحن الشعب الوحيد فى العالم الذى يفعل ذلك).
أصبحت الرسالة الإعلامية التى تفرزها المؤسسات الإعلامية الحكومية و(شبه الحكومية) المقروءة منها والمرئية أكثر ذكاء فى التعامل مع الثورة.. فهى تعلم أن السم لا يأكله أحد إلا إذا كان مدسوسا فى كثير من العسل.. طفح العسل الذى يتحدث عن جمال الثورة وحلاوة الثورة وشقاوة وروشنة شباب الثورة ومع العسل ظل السم باقيا.
عندما كان أنس الفقى فى وزارة الإعلام وأمن الدولة على أبوابها كان من المستحيل أن تظهر أسماء بعينها على شاشة التليفزيون من بينها بالطبع كثير من رموز التيارات السياسية والدينية.. ولكن فى عصر رجال الفقى أصبح عبود الزمر نجما تليفزيونيا وظل البرادعى وأيمن نور وآخرون داخل نطاق التضييق أو الحجب الإعلامى.
عندما كان الفقى فى وزارة الإعلام وأمن الدولة على أبوابها كانت الأبواق التى تتحدث باسم الثورة المضادة محروقة جماهيريا.. بضعة رؤساء تحرير يكتبون ليقرأهم قارئ واحد يسبحون بحمده ويطبلون ويزمرون فى مولد النفاق الفج.. ولكن فى عصر رجال الفقى أصبحت الأبواق أكثر جماهيرية والنفاق أقل رغم أن الرسالة الإعلامية لم تتغير.. وهى إشاعة نبرة من "الزهق" والتخويف.. وتحويل المستقبل إلى صداع قلق من المناقشات والحوارات والآراء المتعارضة والتركيز على خلافات الآراء بين التيارات السياسية.. وتصوير شباب الثورة بأنهم جماعة من العيال الذين فرحوا بلعبة المظاهرات ويريدون أن يلعبوها كل يوم لمجرد العبث واللهو.. وزيادة فى التشتيت لا مانع من أن نجد الدكتور فتحى سرور شخصيا منتشرا فى لحظة نادرة فى وسائل الإعلام ليفجر السر الخطير الذى غاب عنا طويلا وهو أن سيادته كان المفجر الحقيقى لثورة يناير (والحقيقة أنه تواضع فلم يعلن السر الأخطر وهو أنه كان الأدمن السرى لصفحة كلنا خالد سعيد).. ولا مانع أيضا من إشاعة أخبار كاذبة ونفيها بعد ذلك مثل خبر أن المجلس العسكرى قرر تأجيل انتخابات الرئاسة إلى يونيو 2012.. وأن جمال مبارك شوهد فى نادى العاصمة بالقاهرة يجلس ويضحك وكأن شيئا لم يحدث.. وأن الرئيس السابق قد غادر البلاد.. أو أن أمواله المجمدة قد ساحت بقدرة قادر.. وما بين نشر الخبر ونفيه تبقى أعصاب المصريين مثل الأوكورديون تعيش بين الشد والإرخاء وتنتقل من السيكا إلى النهاوند فى سيمفونية نشاز تصيب الناس بالصداع والتشتت وتزيد حالة التشاؤم عند الذين يريدون أن ينفخوا فى الزبادى لأن شوربة الحكومة لسعتهم مرارا على مدى ثلاثين سنة من الطبيخ السياسى الحامض.
على المستوى السياسى أحمل تفاؤلا كبيرا بالمستقبل وإيمانا شخصيا بأن مصر تسير فى الطريق السليم لأن مسئولية المستقبل أصبحت فى يد الشعب وهو يستطيع بوعيه أن يحمى ثورته ويحافظ عليها.. وأن المنغصات التى يثيرها بقايا النظام هى حلاوة روح يحاولون من خلالها "الفرفرة" بعد أن سرقتهم السكين.. وأن الأسافين السياسية التى يريدون بها تقسيم القوى السياسية إلى تيارات متناحرة سلفيين وإخوان وليبراليين وعلمانيين ويساريين وشيوعيين وفوضويين.. كل هذه الأسافين لن تخدع الناس طويلا.. فبعض الوجوه التى يخوفون الناس بها هى أصلا تربت فى أمن الدولة وأفتت دائما فى عز مد الثورة بعدم جواز الخروج على الحاكم وعدم جواز الصلاة فى ميدان التحرير.. قد يخدعون بعض الناس لبعض الوقت ولكنهم قطعا لن يخدعوا كل الناس كل الوقت.
كل هذه الفزاعات السياسية والأمنية لا أخاف منها ولا أخشاها.. ولكن خوفى الكبير هو من حالة الزهق والإحباط المسمومة التى تثيرها الرسائل الإعلامية الخبيثة والذكية للمؤسسات الحكومية (وشبه الحكومية المملوكة لرجال الحزب الوطنى وأتباعه المخلصين).
لذلك أتمنى أن تخرج المظاهرة المليونية القادمة تنادى بعودة أنس الفقى.. فعدو جاهل يعلن العداء أفضل بكثير من عدو يدعى الصداقة وفوق ذلك يمتلك خبرة السنين ودهاء العصور.. وقطعا لم يهبط على موقعه بالباراشوت.
No comments:
Post a Comment