كامل .. من زعيمة المعارضة إلي حرم معالي الوزير !
16/04/2011 01:12 كتبت : رانيا نور
فهى مذيعة ذات طابع خاص جدا تملك من الجرأة و الشجاعة ما جعلها تتمرد دائما علي كل ما هو تقليدي علاقتها بالشارع والناس تأتي عندها دائما في المرتبة الأولي قبل علاقتها برؤسائها في العمل ، ولذلك لم يشغلها تصنيفها كناشطة سياسية بقدر حرصها علي أن تكون مع الشباب الذين ظلت طوال حياتها تدافع عنهم ، و قررت أن تلتقي بهم أسبوعيا لمدة ساعتين من خلال برنامجها الإذاعي الجديد " من أول و جديد " رغم مشاغلها الجديدة بعدما تولي زوجها د . عماد أبو غازي منصب وزير الثقافة ، الميكروفون الآن مع الإعلامية بثينة كامل .
حرم معالي الوزير
طبعا سعيدة بتولي عماد أبو غازي وزارة الثقافة ، ولكني بشكل عام طوال حياتي لا اتدخل في عمله و لا هو أيضا وآراؤنا بالنسبة لبعض ليست اكثر من كونها استشارية ونحن زوجان في البيت فقط .. أما العمل فهو شيء آخر وأنا أتمني له كل التوفيق في الفترة التي سيتولي فيها الوزارة ولدي ثقة تامة في اختياراته و وطنيته .
من أول و جديد
الحكاية كلها جاءت بالصدفة عندما قررت إدارة إذاعة نجوم إف ام عمل برنامج لاختبار المذيعين الجدد ورشحني للعمل في هذا البرنامج مدير انتاج كان يعمل معي في قناة أوربت ووافقت إدارة القناة وقدمت البرنامج مع الأستاذ مفيد فوزي و كريم الحميدي بحكم اننا نمثل 3 أجيال مختلفة وتزامن توقيت تقديم البرنامج مع رغبة إدارة نجوم اف ام في عمل تطوير شامل للإذاعة خاصة في ظل المنافسة الكبيرة التي بدأت تواجهها مؤخرا بعد ظهور أكثر من إذاعة جديدة تسير علي نفس النهج المهم بعد إذاعة مجموعة حلقات من برنامج اختبارات المذيعين الجدد عرضت علي ادارة القناة تقديم برنامج جديد فيها يدخل ضمن خطة التطوير الجديدة ووجدتها فرصة كبيرة للتواصل مع الناس ولم تكن لدي فكرة محددة للبرنامج وكان أهم شيء عندي هو أن اقدم فكرة جديدة بشرط ان تكون مرتبطة بمفهوم البداية عند الإنسان و لم يسبق ان تعرض له أحد و في يوم كنت اقول هذا الكلام لجيهان عبد الله و كنا نحاول ان نبحث عن اسم للبرنامج فاقترحت علي اسم ' من أول وجديد ' وبدأت فعلا أول حلقة بدون أي اعداد مسبق و لكني كنت ألعب علي فكرة ' إزاي نقدر نبدأ من أول و جديد في أي حاجة في حياتنا ' .
مفاجأة
كانت المفاجأة في مدي الإقبال الذي شعرت به من أول حلقة و كأن الكل - وربما الشباب تحديدا - يحاول ان يجد لنفسه أي وسيلة للهروب من واقعه أو إن صح التعبير وسيلة للتعامل مع واقعه حتي لو كان يعلم جيدا مدي صعوبة ذلك ولكن ايمانه بنفسه هنا هو الذي يحركه و يدفعه للبحث عن طرق سلمية لحل مشاكله سواء الاقتصادية او السياسية او الاجتماعية واتصور ان ذلك هو السبب الرئيسي لظهور مدوني الإنترنت و شباب حركة 6 ابريل و غيرها .. فالشباب قبل 25 يناير كان يريد ان يعبر عن نفسه و يجد من يسمعه و يساعده علي حل مشاكله و التي تعد ابسط حقوقه في الحياة فالشاب اليوم كل أمله هو تعليما جيدا و وظيفة معقولة تساعده علي ان يبدأ حياة خاصة و تكوين بيت و أسرة و عندما وجد ان حتي أبسط حقوقه تكاد تكون مستحيلة التحقق بدأ يبحث عن طرق للتعبير عن نفسه وهناك من لجأ للعنف و هم نسبة محدودة جدا .. أما الأغلبية فلم تجد سوي الإنترنت و الفيس بوك للتعبير عن نفسها وبالتالي عندما بدأت تظهر فكرة برامج الهواء والسماح لهم بالمشاركة و التعبير عن آرائهم تعاملوا معها و كأنها متنفس جديد ولذلك وجدت استجابة غير عادية للبرنامج من اول حلقة و ربما ساعدت فكرة البرنامج نفسها علي ذلك لأن هناك اشخاصا كثيرين من مختلف الفئات والأعمار يريدون أن يبدأوا من جديد و لكنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك .
25يناير
الشباب بعد 25 يناير بقي حاجة تانية خالص ، و هذا شيء استطعت أن ألمسه بنفسي من خلال وجودي معهم في ميدان التحرير طوال الفترة من 25 يناير وحتي 11 فبراير وعشت في التحرير أجمل أيام حياتي وأيضا من خلال حلقات البرنامج بعد الثورة و هذا يجعلني أقولها وبمنتهي الصراحة ' ربنا ينتقم من اللي كانوا بيحكمونا لأنهم بجد كانوا كاتمين علي نفس الناس و تحديدا الأجيال الجديدة لدرجة انهم قتلوا فيهم الأمل وأي رغبة في البحث عن فرص افضل للحياة ' كما أوجدوا بداخلهم حالة غريبة من الاستسلام للأمر الواقع لكن ما حدث بعد الثورة كان شيئا لا يصدقه عقل وكأن الله أراد ان يرسل فينا روحا جديدة تتمرد علي ظلم و فساد النظام السابق الناس أخيرا استطاعت ان تقول كلمة ' لا ' و استطاعت لأول مرة ان تختار من يحكمها بكامل ارادتها الحرة اصبح لنا صوت يسمعه العالم كله الشباب اليوم عندما يكلمني في البرنامج يقدر أن يقول كل ما يريده بمنتهي الصراحة من غير خوف أو قلق و الأهم من كده ان عنده أمل في المستقبل وللأمانة أنا هنا أتكلم عن تجربتي في نجوم إف إم انها من أول يوم لها وهي اذاعة ذات طابع خاص تتميز بقدر لا بأس به من الحرية .
الخوف
طبعا كنت خايفة من التجربة خاصة انني عشت عمري كله أعمل في إعلام الدولة و هو بطبيعته يختلف عن الإعلام الخاص .. لكني بطبيعتي من الناس التي تتحرك بحدسها و ليس عقلها .. و لقد شعرت من أول ما عرضت علي الفكرة أنها قد تثمر تجربة مختلفة عن كل ما سبق أن قدمته وأنا بشكل عام لا أخشي التجارب الجديدة و لا احب احساس الخوف خاصة مع كثرة ما استمعت لمشاكل الناس في برنامج ' اعترافات ليلية ' حيث اكتشفت ان مشكلتنا الرئيسية هي الخوف و أذكر أنني بعد أحداث تونس قرأت مقالة لناشط تونسي قال فيها إن الوضع الاقتصادي في تونس ربما لم يكن الوضع الأسوأ علي مستوي الوطن العربي ولكن وضع الحريات و الكبت و الجو البوليسي هو الأسوأ علي الإطلاق و هذا هو ما حرك الناس في تونس و من بعدها في مصر و ليبيا و اليمن و البحرين لذلك فأنا من خلال خبرتي في التعامل مع الشباب في مصر توقعت بعدما حدث في تونس ان الأمر سيتكرر في مصر وراهنت علي الشباب .. والحمد لله كسبت الرهان بالرغم من اني لم اكن اتوقع ان يصل الأمر إلي مرحلة تلك الثورة العظيمة التي بدأها الشباب و انضم لهم الشعب كله ..
اعترافات ليلية
لم يكن عندي استعداد لإعادة تقديم الفكرة مرة أخري لأكثر من سبب أهمها أنني لا اريد ان اكرر نفسي خاصة ان برنامج اعترافات ليليلة حقق ما يكفيه من نجاح لسنوات طويلة فضلا عن أن اسامة منير يقدم برنامجا يقوم علي نفس الفكرة تقريبا و لكن يظل الشيء الأهم وهو أنني لو كنت قدمت برنامج اعترافات لجاءت كل اتصالات و مشاركات الناس فيه عن الحب .. و أنا لم تعد لدي طاقة لا للحب و لا للاستماع لمشاكله خاصة ان مشاكل الحب لا تتغير و لا تتطور مع الزمن .. ربما تغيرت طرق التعبير عنه أما مضمونه فيظل كما هو و لكني لاحظت شيئا جديدا .. فعندما كنت اقدم برنامج اعترافات ليلية لم تكن هناك مثل تلك السطوة الموجودة الآن للموبايل و الإنترنت و كان التليفون هو وسيلة الاتصال الوحيدة و بالتالي كان المتحدث دائما يحاول ان يبدو بالصورة التي يحب ان يسمعه الناس بها اما الآن ففكرة التواصل عبر sms جعلت الناس أكثر حرية في التعبير عن أنفسهم لأنهم يعبرون عن كل ما يشعرون به دون ان يراهم او يسمعهم احد وبالتالي يقولون الحقيقة كاملة بدون رتوش تجميلية مما يجعلنا مع الوقت نستطيع ان نكون فكرة مؤكدة عن افكار الجيل الجديد و اتجاهاته .
تليفزيون
بالرغم من اني قدمت أكثر من برنامج في التليفزيون إلا أنني أدين بالفضل دائما للإذاعة فضلا عن كوني اكثر ميلا للعمل بها حتي الناس عرفتني من الإذاعة و ليس التليفزيون يمكن لأن شخصيتي الحقيقية و هيبتي في صوتي و ليس شكلي و ربما كان ذلك هو السبب في استمرار برنامج اعترافات ليلية لمدة 10 سنوات بالرغم من انه من اول يوم له لم يتوقع احد نجاحه و اذكر مرة اني كنت اعرض فكرة برنامج أجراس الخطر الذي كان يدور عن الإرهاب علي الأستاذ جمال بدوي رئيس تحرير الوفد وقتها فقال لي ' انتي اللي عاملة برنامج الاعترافات ' فقلت له نعم فقال لي ' مش هينحج لأنك لن تجدي مادة له .. فنحن شعب يخطئ و لكنه لا يمكن أن يعترف بخطئه ' و فعلا كل الناس في الإذاعة توقعوا ان البرنامج لن يتعدي دورة اذاعية واحدة و مدتها ثلاثة أشهر لكن ما حدث ان البرنامج حقق نجاحا انا نفسي لم اكن اتوقعه و كان سبب شهرتي بين الناس في الشارع ربما لأني كنت أول من قدم هذه الفكرة و ربما لأن الانسان بطبيعته أكثر ميلا للفضفضة مع شخص لا يعرفه بالإضافة الي اننا من الأساس مجتمع غير متواصل .. فالأب لا يسمع ابنه و المدير لا ينصت لموظفيه و هكذا مما دفع كل واحد فينا للبحث عن طرق مختلفة للفضفضة و لكني تعلمت شيئا جديدا من خلال تجربتي في التليفزيون وتحديدا في أوربت لأنها قناة مشفرة لا تصل إلا لفئة معينة و هي ان البشر مهما كانوا فقراء أو اغنياء .. فالكل يتساوي ويضعف امام المشاعر الإنسانية .
No comments:
Post a Comment