حوار محسن محمود ١/ ٤/ ٢٠١١
تمضى السنوات ولا يزال منير قادراً على إثارة الدهشة وإحداث «الصدمة» بأفكار أغنياته، سواء على مستوى الكلمة أو الجملة الموسيقية، متخذاً موقع المحرض بأغنياته على مدار ٣٠ عاماً مضت، لم يفقد غناء منير ملامحه الثائرة ولم يصبه الوهن أو الشيخوخة، وأثبت أنه لم يبق طوال تلك السنوات بـ«الحظ والصدف» بل نتيجة طبيعية لموهبة حقيقية وثقافة موسيقية لا تقتنع بالنجاح السهل.
تمضى السنوات ولا يزال منير قادراً على إثارة الدهشة وإحداث «الصدمة» بأفكار أغنياته، سواء على مستوى الكلمة أو الجملة الموسيقية، متخذاً موقع المحرض بأغنياته على مدار ٣٠ عاماً مضت، لم يفقد غناء منير ملامحه الثائرة ولم يصبه الوهن أو الشيخوخة، وأثبت أنه لم يبق طوال تلك السنوات بـ«الحظ والصدف» بل نتيجة طبيعية لموهبة حقيقية وثقافة موسيقية لا تقتنع بالنجاح السهل.
منير الذى أشعل الثورة بأغنية «إزاى» واعتبرها البعض نشيداً رسمياً للثورة، تحدث للمرة الأولى لـ«المصرى اليوم» منذ اندلاع ثورة يناير، مؤكداً أنه التزم الصمت طوال الفترة الماضية بعد أن انضم إلى صفوف الجماهير.
■ ما حقيقة منعك من إحياء حفلات جماهيرية غنائية داخل القاهرة منذ ٣ سنوات وخضوعك لتحقيق أمنى بمجرد ذكر اسمك فى حوار للبرادعى أكد خلاله أنه يحب صوتك وسبق أن جمعكما لقاء خارج مصر؟
- لا أريد المزايدة الآن، ولن أكون طرفاً فى سوق الكلام التى نعيشها، وسيأتى الوقت المناسب للكشف عن كل الذى تعرضت له، لكن تقديراً لظروف الوطن سألتزم الصمت فى هذا الموضوع، وسأنشر كل الحقائق مستقبلاً، أما الآن فعلينا أن نفرح بالثورة ونستأنف الإنتاج بقوة.
■ جمهورك فى القاهرة حرم منك طيلة السنوات الثلاث الأخيرة لظروف أمنية، بينما أحييت حفلين لمبارك خلال المدة نفسها؟
- أنا مغنى الشعب وناجح بأمر الشعب، والشعب هم الطلبة والفلاحون والعمال، والرأسمالية الوطنية، والجنود وأيضاً رئيس الدولة، بصرف النظر عن أى آراء أخرى، ومن موقعى كمطرب أنا فخور لأننى أغنى للشعب كله من رئيسه لأصغر مواطن، ثم ما أغنيه لكل هذه الفئات هو ما أغنيه أمام رئيس الجمهورية، كما أننى لم أقدم أغنيات خاصة فى حفلاته، فأنا مطرب الشعب وهو فرعون الشعب، وفى النهاية هو مواطن له مشاعر وأحاسيس ويفضل هذا المطرب.
■ هل الثورة المضادة استطاعت التأثير على أهداف ثورة يناير؟
- ثورتنا لم تستغرق وقتاً طويلاً فى تاريخ الثورات، ومن الواضح أننا سنعانى من الفوضى والتخوين، لكنى أثق فى استعدادنا للمواجهة لأن أعداءنا أضعف منا، وأى تيار لا يوافق عليه الشعب هو الأضعف، بمن فيهم البلطجية، فيجب ألا نقلق وهذه الثورة مهمة فى تاريخ مصر، لأنها جاءت فى الوقت المناسب، وأعتبر ثورة يناير ليست ثورة على ٣٠ سنة من التراكمات بل ٦٠ عاماً، لأن الشعب عطشان للحرية منذ انقلاب يوليو.
■ وهل بالفعل الشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية؟
- هذا غير صحيح، والشىء الوحيد الذى يبطئ هذه العملية هو كمية الجهل المتفشية، وهذه ليست مشكلتهم بل مشكلة ٦٠ سنة مضت من التربية والتعليم والثقافة.
■ هل توقعت أن نظاماً استمر لأكثر من ٣٠ عاماً ينهار خلال ١٨ يوماً فقط؟
- كنت منتظراً الثورة والتغيير، لكن لم يكن لدى أمل أن أعيش هذا اليوم، ومنذ يوم ٢٥ يناير وأنا أعيش فرحة الذهول، وذهول الفرحة.
■ لماذا خرج هذا الجيل وقال «لا» على الرغم من أن هناك أجيالاً قبله التزمت الصمت؟
- هذا الجيل خرج للدفاع عن كرامة الآباء، وتحركوا بسبب كثرة شكوى الأب والأم من مناخ البلد السيئ، فقرروا البحث عن الحلول بأنفسهم، فخرجوا وطلبوا حقوقهم المشروعة، فشاركهم الجيران، وانضم إليهم الآباء والأمهات، وتحولت إلى ثورة شاملة للشعب كله، حتى لو كان طرفها شبابا فاض بهم الكيل، وخرجوا للدفاع عن كرامة وهيبة الأب والأم.
■ ما رأيك فى الثورات العربية، وهل ستوحد العرب؟
- القومية العربية شعرت فى الآونة الأخيرة بأنها فى مؤخرة الشعوب، فمن هنا كانت الشرارة الأولى، والثورات لها ثمن، ولابد أن ندفعه بحثاً عن مستقبل أفضل، فمن يرضى لنفسه بهذا الوضع؟
■ شباب ٢٥ يناير نظموا مظاهرات مليونية لإنقاذ الثورة.. فهل تشعر بأن هناك التفافاً حول الثورة؟
- هذا وضع طبيعى لكن الثورة أقوى، وستنتصر فى النهاية، وما يحدث يدعونا للابتسام والتفاؤل لأن غداً أفصل.
■ وما رأيك فى التعديلات الدستورية؟
- قلت رأيى فى الصندوق، وفوجئت بإقبال المصريين على الاستفتاء، وأعتبره يوم فرح، وأقرب لإحساس الطفل بيوم العيد، شاهدت الشعب فى الشوارع كالأطفال فى يوم العيد مرسومة على وجوههم ابتسامة ورضا وصبر وعفوية، وبراعة، وعطش للحرية، وهذا جعلنى فخوراً بهذا الحدث.
■ هل كنت حريصاً على المشاركة؟
- استيقظت منذ الساعة الثامنة صباحاً، وكنت على اتصال دائم باللجنة القريبة من منزلى، وعندما أبلغونى بأن العدد انخفض توجهت إلى اللجنة الساعة الثالثة عصراً، وصممت على أن أقف فى الطابور، رغم شعور الناس بأننى فى وضع استثنائى، نظراً لخضوعى لعملية جراحية، وهذه أول مرة فى حياتى أدلى بصوتى.
■ وهل توقعت كم الفساد الذى ظهر بعد سقوط نظام مبارك؟
- كأننى أشاهد مسلسلات رمضان من كثرة الوقائع التى جذبتنا لمتابعتها طوال الوقت، لكن الاختلاف الوحيد هو أن رمضان هذه المرة جاء قبل موعده.
■ لكن البعض يؤكد أن هناك رجال أعمال آخرين لم يسقطوا بالرغم من وجود شبهات كثيرة تحيط بهم!
- «وماله شوية شوية»، والتجارة من أقدم المهن فى التاريخ لكنها مهنة الطهر والشطارة، لكن الشطارة مع السرقة لا تصلح.
■ متى ستعود الأوضاع فى مصر إلى الاستقرار؟
- لو أن كل شخص أخذ دوره الحقيقى وقدم المطلوب منه ستستقر الأوضاع فى مصر، خاصة أننا لا نلتفت لمشاكلنا الحقيقية، فى حين أن اليابان مثلاً سخّرت كل طاقاتها وثقافتها لحماية نفسها من الزلازل وقادرة إلى حد كبير على التخفيف من آثاره، فهل فى المستقبل سيتحقق ذلك فى مصر، ونستطيع أن نعالج أمراضنا المزمنة ونترك فرصة للإبداع، ومن المفترض أن تسخر مصر كل إمكاناتها لتحقيق تقدم ملموس، فمثلاً لا نستغل الطاقة الشمسية، علىالرغم من أنها متاحة لفترة طويلة فى اليوم، ومن المفترض أن أى طفل صغير يستطيع تصليح جهاز الطاقة الشمسية.
■ لماذا سافرت إلى أسوان بعد تنحى الرئيس.. بينما فضلت التواجد فى منزلك بالقرب من ميدان التحرير طوال أحداث الثورة؟
- وجدتها فرصة لكى أعود إلى بلدى أسوان، بعد استقرار الأوضاع فى القاهرة، خاصة أننى أتحرك داخل الوطن وليس خارجه، ومنذ أيام قليلة قمت بزيارة إلى وادى «كركر» على ضفاف بحيرة ناصر، أو بحيرة النوبة كما أحب أن أسميها، لأن النوبة أقدم من ناصر والسد العالى كقيمة تاريخية اسماً وفعلاً، لذا أنا مؤيد لكلمة بحيرة النوبة، أما وادى «كركر» فالمشروع قمة فى التحضر واحترام الإنسان وتوفير المناخ الصالح للعطاء من منازل جميلة جذابة تجمع بين التصميم الملائم للمجتمع والمناخ المعاصر، لذا الفرق كان واضحاً بين هجرة عبدالناصر وهجرة ما بعد ثورة يناير.
■ ما رأيك فى مظاهرات النوبة التى حدثت مؤخراً؟
- للنوبة المصرية حقوق تاريخية، وهنا فرق بين المطالب الفئوية والحقوق التاريخية المغتصبة منذ قرابة ٦٠ عاماً، فأصحاب الحقوق التاريخية يجب أن يكونوا أكثر سعة ورحابة خاصة فى ظل الظروف التى يمر بها الوطن لوقف طوفان الفوضى، وستتحقق مطالبهم مستقبلاً، أما اليوم فهو للإنتاج وعودة هيبة الدولة، وحتى لا نحبط فرحتنا بهذه الثورة العظيمة الرائعة فى تاريخ مصر، أما المطالب الفئوية فأعتبرها مجرد عتاب صغير.
■ وهل لمست عن قرب أحوال النوبيين ومطالبهم؟
- النوبة غرقت، لكننا نصنع مجتمعاً نوبياً أفضل ليس لمجرد العنصرية، لكن أصحاب الثقافات الخاصة داخل الوطن الواحد قادرون على الإبداع وتشكيل ملامح التاريخ والحضارة والفنون، وليست على عداوة مع الوطن لكن لها موسيقاها وعمارتها الخاصة.
■ من وجهة نظرك هل تعرض النوبيون للظلم منذ عهد عبدالناصر حتى الآن؟
- الظلم له ربنا، لكن عندما يكون الأمر فيه ظلم وتهميش يكون «ده كتير»، ومع ذلك الحديث عنهم مؤجل تقديراً لمصر ولقضية الوطن.
■ رفضت عدداً من الحفلات الغنائية خارج مصر بسبب الأحداث الجارية فمتى تحيى أولى حفلاتك؟
- قررت ألا أغنى فى أى مكان فى العالم قبل أن أغنى فى مصر أولاً، وأولى حفلاتى ستكون ليلة ٢٥ أبريل، وأسميها حفل «نسيم الحرية»، فوسط كل أحداث مصر الجارية لابد من استراحة المقاتل لأن الثورة لم تنته، ويجب أن نقاتل بعد الثورة حتى نصل بمصر إلى بر الأمان، وبمعنى آخر نغنى احتفالاً بالثورة لمدة ساعتين، ونعود لنستأنف عملنا مرة أخرى.
■ حلمت منذ سنوات طويلة بالغناء فى ميدان التحرير.. وعندما جاءت الفرصة ودعيت للغناء فى الميدان اعتذرت، لماذا؟
- لن أنكر أننى كنت أتمنى الغناء فى ميدان التحرير وكنت أعتبره حلماً، لكن وجودى فى فترة ما بعد الثورة رغم ظروفى الصحية الخاصة كان بوصفى مواطناً فى صفوف المواطنين ولم يكن دورى هو النزول إلى ميدان التحرير، لأن الميدان موقع أما مصر فمن جنوبها إلى شمالها.
■ بماذا تحلم فى الفترة المقبلة؟
- أحلم بأن نعيد رؤيتنا لمعنى الأمن القومى، وتعاملنا مع أبناء سيناء ومطروح والنوبة على اعتبار أنهم دروعنا البشرية الأولى ضد أى اعتداء على حدود الوطن.
■ هل البعض منهم كان يعانى من التعامل كمواطن درجة ثانية؟
- طبعاً، لكن هذا لن يتكرر فى الفترة المقبلة.
■ كيف ترى مستقبل الفن فى المرحلة المقبلة؟
- مستقبل الفن يبدأ من الإعلام والصحافة، وأتمنى أن تبتعد أخبار الصحافة الفنية فى الفترة المقبلة عن المحلية، مثل سافر فلان إلى بيروت لتصوير كليب، أو فلانة استيقظت ٨ صباحاً، فيجب أن نبتعد عن المحلية وننظر إلى القدوة وإلى النموذج الرياضى، وهذا ينطبق أيضاً علىالفن، فلابد أن تستخدم أدوات غير محلية فى التناول.
■ وما رأيك فى الإعلام المصرى؟
- سأضم صوتى إلى عمر طاهر، ومن الخطأ أننا فى عصر الميديا نفتقد ما يسمى الإعلام، فنحن فى حاجة إلى إعلام يطهرنا من الفوضى والجهل ويدعم ببساطة شديدة رؤيتنا القادمة لمصر، وليس مجرد سوق للكلام وتصفية الحسابات، ويجب أن يتخلى الإعلام عن أخطر عيوبه، وهى الرؤية المحلية، ويلحق بها الرؤية العالمية، وفى الوقت نفسه نبنى المواطن المصرى القادم.
■ هل سيتغير الفن للأفضل؟
- سأجيبك بمقطع من إحدى أغنياتى «أحلى بكرة لينا تحلى الذكرى بينا طول ما إحنا يا ناس عايشين.. مبنجرحش العاشقين والكون كله بيدور وإحنا وياه بندور».
■ قدمت أهم أغنية لثورة يناير «إزاى»، ماذا ستقدم بعد اليوم؟
- لا أعلم، الذى أعرفه أن غنائى لـ«٢٥ يناير» بالنسبة لى بدأ مع أولى أغنياتى منذ عام ٧٨، عندما بدأت أغنى، وكان همى هو مصر والتطلع للأفضل، وميدان التحرير ردد أغنياتى منذ بداياتى وصولا إلى «إزاى»، ومهمتى كانت فى التحريض انتظاراً لأكثر من ٣٠ سنة، وكل أغنياتى تؤكد ذلك وعندما حدثت ثورة يناير كان يجب أن أعود إلى صفوف الجماهير والمواطنين وأؤدى دورى ولا أعلق عليها.
■ أغنية «إزاى» كان من المقرر عرضها قبل ثورة يناير، فهل تخوفت من بطش النظام السابق، خاصة أن الأغنية تحريضية؟
- تحدثت عن ٢٥ يناير طوال ٣٠ عاماً مضت، لكنى قلتها بنغمة مهذبة بداية من «عروس النيل» عام ٧٨، و«حدوتة مصرية» عام ٨٠، و«اتكلمى» عام ٨٤، و«على صوتك بالغنا» عام ٩٦، ثم «حب إيه اللى من غير أى حرية»، لكن لهجتى ازدادت عنفاً فى «إزاى»، واعتبرتها صرخة عتاب، ومن حقى أن أفكر فى العتاب حتى لو كانت قبل ٢٥ يناير، لأننا وصلنا إلى مرحلة الصراخ بالعتاب، واللهجة اختلفت وفاض بى الصبر، ولهجتى قبل الأحداث كانت أكثر غضباً وقسوة وأنا أصرخ وأقول «إزاى»، وهناك فرق بين رومانسية الأداء طوال ٣٠ سنة وعنفى فى «إزاى».
■ وكيف اخترت هذه الأغنية؟
- الأغنية سجلتها منذ ٧ ديسمبر الماضى، وبالتحديد قبل سفرى إلى ألمانيا وأعتبر «إزاى» جزءاً من تكوينى سواء قدمتها قبل الثورة أو أثناء الأحداث، وإن كان هناك توفيق فى التوقيت، وهذا خدم الأغنية، وهى أغنية جيدة تحمل العتاب العنيف وتحمل الثورة والغضب.
■ هاجم النقاد أغنيات الثورة ووصفوها بأنها ضعيفة ولا ترقى للحدث مقارنة بأغنيات حليم وشادية التى ظهرت أثناء الحرب؟
-لدى وجهة نظر فى الموضوع ، فهناك فرق بين أغنية الثورة وأغنية الحرب، وهذا ما أخطأ فيه المؤرخون الموسيقيون والمحللون وهم يتحدثون عن تاريخ الموسيقى، فإبداع أغنية الحرب يتلخص فى لحظة، والإبداع يكون عنيفاً وقوياً وقادراً ومتجسداً فى لحظة تاريخية، من هنا ظهرت أهم الأغنيات، ومنها «بسم الله»، و«على الربابة»، وجميع أغنيات عبدالحليم، وإبداعات الأبنودى، وعلى إسماعيل، وعبدالرحيم منصور، وبليغ حمدى، وغيرهم الكثيرون، كان الإبداع يتبع اللحظة واللحظة كانت مشبعة، فى حين خرج عدد من النقاد وهاجموا أغنيات الثورة، وأكدوا أنها لم تكن على نفس القدر.
بينما غنى عبدالحليم «صورة صورة» و«قلنا هنبنى السد العالى» وعبدالناصر ديكتاتور منذ ١٢ عاماً، فمن الذى خدع؟ هل الفنان أم الشعب أم القيادة، الفنان كان مبدعاً، وهناك رؤية لقادة الثورة يسعون إلى نقلها للشعب فاستخدموا أصوات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وشادية الذين أدوا دورهم التحريضى من أجل بناء فكرة يحلم بها القادة، وبصدق شديد كانوا عظماء فى إبداعهم.
■ هل أعجبت بما قدم الجيل الجديد؟
- الجيل الجديد تربى ٣٠ عاما خطأ، والنتيجة كانت خطأ، وهذا لا ينكر وطنيتهم، لأن الوطن ساكن فينا، وبشكل شخصى حبيت إعادة الهيبة الفنية للمطرب على الحجار والمعنى العميق الذى غناه طوال سنوات حياته، كم كان رائعاً ومشرفاً، وعندما تمر الأوطان بأزمة فلا تصلح إلا الأغنيات الجيدة، ومازلت أكرر أن أغنية الثورة تحريض مستقبلى، لكن كل عظمائنا غنوا لحالات حرب ٦٧، ٧٣، وغنوا لفكر ٥٢، والآخرون كانوا خبثاء عندما جعلوهم يغنون لهذا الاتجاه الذى أصبح كذبا فى كذباً، ومعظم هذه الأغانى كانت قبل ٦٧، وانهزمنا أسوأ هزيمة، بينما غنت شادية «يا حبيبتى يا مصر» بعد عام ٧٤ ولم نكن وقتها نمر بحرب أو ثورة، لكن الأغنية كان بها إبداع حقيقى، واستمرت لأن الإبداع لو كان به تسلية وإنعاش روحى يستمر.
No comments:
Post a Comment