7/26/2011 9:56:00 PM أجري الحوار - محمد أبوضيف:
''أون تي في''.. قناة مصرية فرضت نفسها بقوة على الساحة خلال أحداث الثورة المصرية وأشيد بأدائها على نطاق واسع، ووصفت بأنها كانت الأكثر متابعة وتفاعلا مع الأحداث؛ لكن في الفترة الأخيرة وجه إلى القناة والقائمين عليها العديد من الانتقادات وثارت العديد من التساؤلات حول ما لمالكها رجل الأعمال نجيب ساويرس من سطوة و تدخل في طبيعة تناول القضايا على شاشتها. كما وجهت إليها انتقادات متعلقة بالتركيز على بعض القضايا التي تبرز على الساحة و تغطيتها بشكل مكثف، في الوقت الذي يتم فيه عدم التعاطي المناسب أو تجاهل بعض القضايا الهامة، ولكن في النهاية تبقى المحصلة النهائية التي تمثل مساحة اتفاق بين منتقدي القناة ومحبيها على السواء: أن القناة تحترم المشاهد وتقدم له تغطية إخبارية وتحليلية متميزة. وفيما يلي حوار أجراه موقع ''مصراوي'' مع رئيس القناة ''ألبرت شفيق''، حاول شفيق خلاله التصدي للاتهامات والإجابة على التساؤلات المطروحة حول القناة، كما تحدث عن رؤيته لمستقبلها.
لماذا تراجع بشكل كبير تركيز القناة في تغطيتها علي ميدان التحرير خلال الجمع الأخيرة؟
لقد ركزنا بشكل مكثف علي ميدان التحرير في جمعة 8 يوليو وكل التظاهرات ذات الأهمية، ولكن هناك بعض من أيام الجمع لم تشهد أعدادا كبيرة، ويجب أن نضع في الاعتبار أن تكلفة البث المباشر عالية جدا، وفي سعينا للإبقاء على مسيرة المصداقية مع المشاهد، نحاول تغطية كل الأحداث التي نرى أنها ذات ثقل بالميدان .
وما رأيك في اعتماد ''التوك شو'' على المواقع الاجتماعية كمصادر للأخبار، مما قد يسب مشكلات، مثل ما حدث في حلقة سلمى صباحي في برنامج ''آخر كلام'' ؟
بالنسبة لموضوع استضافة سلمى الصباحي في برنامج'' أخر كلام'' فانه أعطى لها المساحة لتوضيح مدي صحة ما تدعيه، بينما كان عدم ظهورها من شأنه أن يدع الكثير من الجمهور ينخدع ويصدقها أو يدخل في دائرة من التخمينات التي لا أساس لها، و بالفعل فان تلك الحلقة أظهرت الكثير من الأشياء وتركت الحكم للمشاهد، الذي أصبح لديه الوعي الكافي ليتحقق ويعرف من يكذب عليه ومن يقول بالحقيقة؛ ونحن كوسيلة إعلامية نتعاطى مع المواقع الاجتماعية والفضاء الإخباري ونعمل على التأكد إلى أقصى درجة من مصداقية ما تقدمه المصادر المتنوعة من مواد إخبارية، وفي الوقت نفسه نهتم بالظواهر التي تجذب الاهتمام علي شبكات التواصل الاجتماعي ولكننا لا نتعامل معها على أنها مصدر مؤكد للأخبار.
هل ترى الإعلام المصري على قدر الحدث والمسؤولية أثناء الثورة؟
كان الإعلام المصري الخاص على قدر الحدث والدليل على ذلك ما قدمته ''أون تي في''. ونحن نمتلك إعلام محترم وقادر على نقل الأحداث وتحليلها مهما كان حجمها؛ لكن رغم ذلك كانت كل قناة تكتفي ببرنامج واحد بعينه غالبا ما يندرج تحت تصنيف الـ '' توك شو'' في تغطية الأحداث، في الوقت الذي فعلت فيه '' أون تي في'' آلية البث المباشر للأحداث على مدار الساعة و اعتمدت عليها، وهو سبب تفوق القناة بشدة في تلك الفترة. وعموما اعتقد أن الإعلام المستقل بوجه خاص يعكس صورة المجتمع بشكل صحيح؛ لكن ما كنت أتمناه أن يعكس الإعلام الرسمي الصورة الصحيحة، واعتقد أن التليفزيون المصري فوت فرصة ذهبية لأن يتصدر من جديد المشهد الإعلامي في الوطن العربي .
وما رأيك في ''الكوكتيل'' الذي تقدمه العديد من الفضائيات لإرضاء جميع الأذواق؟
رفضنا منذ بداية ظهور'' أون تي في '' إتباع ذلك الأسلوب، وكان إصرارنا على أن تتمتع القناة بالجدية التامة، وهو ما أدى إلى الإحجام عن الإعلان في القناة لافتقارها إلى المواد الجاذبة للمعلنين مثل البرنامج الرياضي والمسلسل والتوك شو والمسابقات والفيلم العربي؛ لكن من سيعلن بعد برنامج اقتصادي أو نشرة إخبارية؛ إلا أن الأحداث التي تمر بها البلاد والمنطقة وضعتنا في الصورة بشكل قوي وتحولت العديد من المواد شديدة الجدية وشديدة التخصص إلى مقصد للمعلنين لدرجة أنه أصبح هناك إعلانات للنشرة الاقتصادية!
هل وصلت ''أون تي في'' إلى مرحلة الاستقلال المادي عن المالك؟
أتوقع أنه بنهاية هذا العام ستصل القناة لتغطية تكاليفها المادية كاملة وتحقق هذا الهدف.
هل يتدخل ''ساويرس'' في سياسة القناة التحريرية؟ ولماذا استضافته في حلقة رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق؟
المهندس نجيب لا يتدخل علي الإطلاق في السياسية التحريرية للقناة، ولا يشكل أي عبء أو ضغط علي سياستنا؛ أما فيما يخص تواجده بحلقة شفيق كان بالصدفة البحتة حيث تواجد كل من عمرو حمزاوي وساويرس واحمد كمال أبو المجد في القناة دفعة واحدة، مما دعا لتوحيد حلقة يسري وريم ماجد، ولم يكن احد يتوقع أن يؤدي البرنامج كل ما حدث من هذه النتائج ولم يكن مخططا أن تودي الحلقة إلى استقالة الفريق شفيق.
كيف تصف علاقة القناة بالسلطة الحاكمة قبل الثورة وبعدها؟
قبل الثورة مباشرة أرسلت لنا أجهزة النظام السابق عدة إنذارت بالإغلاق: مرة بدعوى أننا ليس لدينا ''تصريح بعرض شريط للأخبار'' - مع العلم بأنه لا يوجد قناة في العالم تحصل على مثل ذلك التصريح-، والمرة الثانية بدعوي أننا ليس لدينا تصريح بممارسة نشاط إخباري, وفي كل مرة كنا نرد بالوصف التفصيلي الذي يقره القانون والصلاحيات التي يعطيها لنا في إطار طبيعة البرامج التي تتيحها لنا الرخصة، ثم يتكرر نفس الإنذار بدعوى ''تصريح شريط الأخبار''. وعموما فان ضغوطا هائلة كانت تمارس علينا بهدف ألا يقدم أحد الخدمة الإخبارية سوي التليفزيون المصري، أما بعد الثورة فان المعايير اختلفت تماما وأصبحت المعايير المهنية والوطنية هي الحاكمة الآن.
كيف كنت تتعامل مع تليفون أمن الدولة؟
عادة لم أكن أتعامل معهم شخصيا، ولكني كنت أتابع ما يجري في هذا الشأن، و عموما كنا نسير وفق سياسات ''المركب لازم تمشي''، ''مرة نشد ومرة نرخي''، ولكن في فترة ما قبل الثورة مباشرة خرجنا عن النص وكانت النتيجة الطبيعية لهذا الخروج هي ''إنذارات الإغلاق''.
هل يضع المجلس العسكري خطوط حمراء للإعلام؟
فيما يخص الإعلام الخاص اعتقد انه أصبح لديه ما يكفي من الحرية، ولكن لابد أن نعي مفاهيم الحرية المسئولة والمعايير المهنية والضوابط الأخلاقية التي تقتضي ألا نضر بمصالح البلاد؛ فالحرية الإعلامية لا تسوغ لي، على سبيل المثال، أن اخرج علي شاشة القناة بالبلطجية وأركز علي ما يخصهم وما يفعلونه وأضخم منه؛ بحيث تنتقل رسالة للمشاهد مفادها أن مصر مليئة بالبلطجة والبلطجية وهو شيء عار تماما من الصحة. عموما الحرية الإعلامية لها ضوابط تفرضها المهنية التي تقتضي رصد الحالة أو الحدث والبحث المدقق فيما يخصه ثم نقل ما يتم التوصل إليه بدقة وموضوعية.
وما رأيك في عودة وزارة الإعلام مرة أخرى؟
وزارة الإعلام وفق المفهوم المتعارف عليه كجهاز يتحكم في وسائل الإعلام بمنطق ''اعمل كذا ومتعملش كذا''، هي في حقيقة الأمر ''رقابة رسمية'' على الإعلام ولا وجود لها إلا في الدول الديكتاتورية؛ لكن من الممكن أن نستبدلها بـ ''مجلس أعلى للإعلام'' أو ''ميثاق للشرف الإعلامي'' أو ''دستور إعلامي'' أو ''لجنة للإعلام''. كل هذا مقبول شريطة أن يكون وفق معايير وضوابط، دون وجود وزارة تقوم بدور الرقيب والوصي الذي يتحكم في مسار وحرية الإعلام، الذي ينبغي في الأساس ألا يخضع لأي سلطة سوى ما تفرضه المعايير المهنية والأخلاقية.
وما رأيك فيما يوضع من ''خطوط حمراء'' حول تغطية الجيش والقضاء؟
للجيش في كل دول العالم خصوصية من ناحية التناول الإعلامي لأن المعلومات الخاصة بالجيش شديدة الحساسية ولا يسمح لأحد بالإطلاع عليها، مما يضع أي وسيلة إعلام تشتبك مع قضايا خاصة بالجيش تحت طائلة السقوط في الغموض أو في إيراد معلومات غير دقيقة أو غير موثقة أو مشكوك في صحتها؛ فضلا عن أنه إذا فرضنا صحة المعلومات فان إذاعتها أو نشرها قد يمثل خطرا محدقا على الأمن القومي للدولة. أما القضاء فاني أرجو ألا نتدخل في شؤونه؛ لكننا نُجبر أحيانا على التطرق لبعض القضايا والأحكام للقضائية، ورغم ذلك لايزال القضاء يتمتع بقدر كبير من الخصوصية والنزاهة. وأتمنى أن يتمتع القضاء المصري باستقلالية تجعله يمارس دوره الطبيعي بشكل صحيح، الذي سينعكس بدوره على تناول الإعلام ما يخص القضاء دون فرض أو وصاية أو خطوط حمراء من أي جهة.
وما رأيك في ما يصفه البعض بـ'' فوبيا انتقاد الثورة''؟
لابد أن نغير من مفاهيمنا ونتوقف عن سياسية الإقصاء واستخدام ألفاظ تمثل تلك السياسة من نوعية ''العميل'' و''الخائن''؛ فمثلا نحن مشهود لنا أننا من أكثر القنوات مساندة للثورة التي أطاحت بمبارك، ولكن في نفس الوقت يتحتم علينا كوسيلة إعلام موضوعية أن ننقل مثلا ما يحدث في روكسي ولابد من تغطية ''اسفين يا ريس''، ولا يجب أن أتجاهل ميدان مصطفي محمود مهما كان عدد المتواجدين هناك أو تأثيرهم أو الفكر الذي يعتنقونه, وهذا لا يعني أني خائن وعميل وعدو للثورة، لأن المهنية تقتضي أن انقل أحداث الشارع بكل توجهاته و بكل ما يحمله من أراء, سواء كانت مع الثورة أو ضدها.
ماذا عما قيل من خلافات مع ريم ماجد ويسري فودة؟
لم يحدث إطلاقا أي خلافات بين القناة وريم ماجد أو يسري فودة، بالعكس ريم ويسري أصدقاء لي علي المستوي الشخصي حتى من قبل العمل سويا, وما نشر من أخبار في هذا السياق عار تماما من الصحة، وقد تم تجديد عقديهما منذ شهر لمدة سنتين آخرين.
وما طموحات القناة في الفترة القادمة؟
طموحنا في المرحلة القادمة يتمثل في الخروج للفضاء العربي والعالمي, وألا يصبح حضورنا و تواجدنا قاصرا على مصر و شئون المجتمع المصري فقط، وهذا ما سنعمل على تحقيقه من خلال قناتنا الجديدة '' أون تي في لايف ''
ما نوع المحتوي الذي تخططون لتقديمه في القناة الجديدة؟
في ظل تسارع الأحداث في الفترة الأخيرة والزخم الشديد وتعدد القوى والجبهات الفاعلة في مجريات الأحداث ومع التطور الهائل للتواصل الاجتماعي ولطرق نقل الميديا عبر الانترنت، بدا واضحا جدا أن رجل الشارع ليس فقط هو من يصنع الحدث لكنه أيضا يساهم بشكل كبير في تغطيته و في ضوء تلك الحقيقة فان شعار ''أون تي في لايف'' سيكون: '' أنت من يصنع الحدث''. ومن هنا تنطلق فلسفة القناة فهي بشكل أساسي معنية بالتفاعل مع رجل الشارع وتغطيته للأحداث عبر ما يرسله من مواد، فيما بات يعرف ''صحافة المواطن''، إضافة إلى تغطية الكوادر المحترفة العاملة بالقناة، بمعني أنه لو صور رجل الشارع حدثا سنأخذ الصور أو مواد الفيديو ونتفاعل معه ونعطيه المقابل المادي المناسب، إضافة إلى الاتصال به أو مقابلته على الهواء لوصف الحدث بصفته شاهدا على الحدث، وبذلك ستقدم القناة شكلا إعلاميا جديدا على الساحة المصرية. أما البرامج فمن المخطط أن تكون قليلة جدا، وستختفي تماما من على شاشتنا الجديدة برامج الـ '' توك شو'' فلن يعرض علي القناة الجديدة الشكل الإعلامي الذي أتوقع اختفاؤه خلال سنتين أو ثلاثة لأنه شكل من أشكال ''المكلمات'' التي سيصاب المشاهد بعد فترة وجيزة بالملل منها، وسيشعر بحالة من التشبع تدفعه للرغبة في رؤية شيء مختلف وإعلام أسرع إيقاعا يعتمد بشكل أساسي على الحدث نفسه، وتستطيع أن تلمس بوادر هذه الرغبة في أن المشاهد يرغب في عودة نشرة الأخبار ''بتاعت زمان '' التي كنا نستقي منها كل الأخبار والأحداث بشكل أسرع قبل ظهور التوك شو.
ما خطط ''أون تي في'' المستقبلية لمواكبة التقدم التكنولوجي في عالم الإعلام؟
نحن نبذل جهودا كبيرة في مجال الاتصال مع شبكات التواصل الاجتماعي مثل ''فيسبوك'' و ''تويتر''، إضافة إلى ''يوتيوب'' التي تقدم بثا حيا لما تقده القناة عبر الساعة، بجانب الموقع الرسمي على الشبكة العنكبوتية. وعموما فإننا نحاول اللحاق بإيقاع التكنولوجيا السريع جدا من خلال الوجود بشكل دائم وبكافة الطرق والأنماط المتاحة على الانترنت، ونتيجة لتلك الجهود حصلنا علي المركز الأول بالعالم العربي من حيث المشاهدة على ''يوتيوب''، متفوقين علي قنوات ''العربية و''الجزيرة'' حيث زار موقعنا علي ''يوتيوب'' 8 مليون زائر.
وما خطة القناة خلال شهر رمضان؟
لقد ركزنا بشكل مكثف علي ميدان التحرير في جمعة 8 يوليو وكل التظاهرات ذات الأهمية، ولكن هناك بعض من أيام الجمع لم تشهد أعدادا كبيرة، ويجب أن نضع في الاعتبار أن تكلفة البث المباشر عالية جدا، وفي سعينا للإبقاء على مسيرة المصداقية مع المشاهد، نحاول تغطية كل الأحداث التي نرى أنها ذات ثقل بالميدان .
وما رأيك في اعتماد ''التوك شو'' على المواقع الاجتماعية كمصادر للأخبار، مما قد يسب مشكلات، مثل ما حدث في حلقة سلمى صباحي في برنامج ''آخر كلام'' ؟
بالنسبة لموضوع استضافة سلمى الصباحي في برنامج'' أخر كلام'' فانه أعطى لها المساحة لتوضيح مدي صحة ما تدعيه، بينما كان عدم ظهورها من شأنه أن يدع الكثير من الجمهور ينخدع ويصدقها أو يدخل في دائرة من التخمينات التي لا أساس لها، و بالفعل فان تلك الحلقة أظهرت الكثير من الأشياء وتركت الحكم للمشاهد، الذي أصبح لديه الوعي الكافي ليتحقق ويعرف من يكذب عليه ومن يقول بالحقيقة؛ ونحن كوسيلة إعلامية نتعاطى مع المواقع الاجتماعية والفضاء الإخباري ونعمل على التأكد إلى أقصى درجة من مصداقية ما تقدمه المصادر المتنوعة من مواد إخبارية، وفي الوقت نفسه نهتم بالظواهر التي تجذب الاهتمام علي شبكات التواصل الاجتماعي ولكننا لا نتعامل معها على أنها مصدر مؤكد للأخبار.
هل ترى الإعلام المصري على قدر الحدث والمسؤولية أثناء الثورة؟
كان الإعلام المصري الخاص على قدر الحدث والدليل على ذلك ما قدمته ''أون تي في''. ونحن نمتلك إعلام محترم وقادر على نقل الأحداث وتحليلها مهما كان حجمها؛ لكن رغم ذلك كانت كل قناة تكتفي ببرنامج واحد بعينه غالبا ما يندرج تحت تصنيف الـ '' توك شو'' في تغطية الأحداث، في الوقت الذي فعلت فيه '' أون تي في'' آلية البث المباشر للأحداث على مدار الساعة و اعتمدت عليها، وهو سبب تفوق القناة بشدة في تلك الفترة. وعموما اعتقد أن الإعلام المستقل بوجه خاص يعكس صورة المجتمع بشكل صحيح؛ لكن ما كنت أتمناه أن يعكس الإعلام الرسمي الصورة الصحيحة، واعتقد أن التليفزيون المصري فوت فرصة ذهبية لأن يتصدر من جديد المشهد الإعلامي في الوطن العربي .
وما رأيك في ''الكوكتيل'' الذي تقدمه العديد من الفضائيات لإرضاء جميع الأذواق؟
رفضنا منذ بداية ظهور'' أون تي في '' إتباع ذلك الأسلوب، وكان إصرارنا على أن تتمتع القناة بالجدية التامة، وهو ما أدى إلى الإحجام عن الإعلان في القناة لافتقارها إلى المواد الجاذبة للمعلنين مثل البرنامج الرياضي والمسلسل والتوك شو والمسابقات والفيلم العربي؛ لكن من سيعلن بعد برنامج اقتصادي أو نشرة إخبارية؛ إلا أن الأحداث التي تمر بها البلاد والمنطقة وضعتنا في الصورة بشكل قوي وتحولت العديد من المواد شديدة الجدية وشديدة التخصص إلى مقصد للمعلنين لدرجة أنه أصبح هناك إعلانات للنشرة الاقتصادية!
هل وصلت ''أون تي في'' إلى مرحلة الاستقلال المادي عن المالك؟
أتوقع أنه بنهاية هذا العام ستصل القناة لتغطية تكاليفها المادية كاملة وتحقق هذا الهدف.
هل يتدخل ''ساويرس'' في سياسة القناة التحريرية؟ ولماذا استضافته في حلقة رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق؟
المهندس نجيب لا يتدخل علي الإطلاق في السياسية التحريرية للقناة، ولا يشكل أي عبء أو ضغط علي سياستنا؛ أما فيما يخص تواجده بحلقة شفيق كان بالصدفة البحتة حيث تواجد كل من عمرو حمزاوي وساويرس واحمد كمال أبو المجد في القناة دفعة واحدة، مما دعا لتوحيد حلقة يسري وريم ماجد، ولم يكن احد يتوقع أن يؤدي البرنامج كل ما حدث من هذه النتائج ولم يكن مخططا أن تودي الحلقة إلى استقالة الفريق شفيق.
كيف تصف علاقة القناة بالسلطة الحاكمة قبل الثورة وبعدها؟
قبل الثورة مباشرة أرسلت لنا أجهزة النظام السابق عدة إنذارت بالإغلاق: مرة بدعوى أننا ليس لدينا ''تصريح بعرض شريط للأخبار'' - مع العلم بأنه لا يوجد قناة في العالم تحصل على مثل ذلك التصريح-، والمرة الثانية بدعوي أننا ليس لدينا تصريح بممارسة نشاط إخباري, وفي كل مرة كنا نرد بالوصف التفصيلي الذي يقره القانون والصلاحيات التي يعطيها لنا في إطار طبيعة البرامج التي تتيحها لنا الرخصة، ثم يتكرر نفس الإنذار بدعوى ''تصريح شريط الأخبار''. وعموما فان ضغوطا هائلة كانت تمارس علينا بهدف ألا يقدم أحد الخدمة الإخبارية سوي التليفزيون المصري، أما بعد الثورة فان المعايير اختلفت تماما وأصبحت المعايير المهنية والوطنية هي الحاكمة الآن.
كيف كنت تتعامل مع تليفون أمن الدولة؟
عادة لم أكن أتعامل معهم شخصيا، ولكني كنت أتابع ما يجري في هذا الشأن، و عموما كنا نسير وفق سياسات ''المركب لازم تمشي''، ''مرة نشد ومرة نرخي''، ولكن في فترة ما قبل الثورة مباشرة خرجنا عن النص وكانت النتيجة الطبيعية لهذا الخروج هي ''إنذارات الإغلاق''.
هل يضع المجلس العسكري خطوط حمراء للإعلام؟
فيما يخص الإعلام الخاص اعتقد انه أصبح لديه ما يكفي من الحرية، ولكن لابد أن نعي مفاهيم الحرية المسئولة والمعايير المهنية والضوابط الأخلاقية التي تقتضي ألا نضر بمصالح البلاد؛ فالحرية الإعلامية لا تسوغ لي، على سبيل المثال، أن اخرج علي شاشة القناة بالبلطجية وأركز علي ما يخصهم وما يفعلونه وأضخم منه؛ بحيث تنتقل رسالة للمشاهد مفادها أن مصر مليئة بالبلطجة والبلطجية وهو شيء عار تماما من الصحة. عموما الحرية الإعلامية لها ضوابط تفرضها المهنية التي تقتضي رصد الحالة أو الحدث والبحث المدقق فيما يخصه ثم نقل ما يتم التوصل إليه بدقة وموضوعية.
وما رأيك في عودة وزارة الإعلام مرة أخرى؟
وزارة الإعلام وفق المفهوم المتعارف عليه كجهاز يتحكم في وسائل الإعلام بمنطق ''اعمل كذا ومتعملش كذا''، هي في حقيقة الأمر ''رقابة رسمية'' على الإعلام ولا وجود لها إلا في الدول الديكتاتورية؛ لكن من الممكن أن نستبدلها بـ ''مجلس أعلى للإعلام'' أو ''ميثاق للشرف الإعلامي'' أو ''دستور إعلامي'' أو ''لجنة للإعلام''. كل هذا مقبول شريطة أن يكون وفق معايير وضوابط، دون وجود وزارة تقوم بدور الرقيب والوصي الذي يتحكم في مسار وحرية الإعلام، الذي ينبغي في الأساس ألا يخضع لأي سلطة سوى ما تفرضه المعايير المهنية والأخلاقية.
وما رأيك فيما يوضع من ''خطوط حمراء'' حول تغطية الجيش والقضاء؟
للجيش في كل دول العالم خصوصية من ناحية التناول الإعلامي لأن المعلومات الخاصة بالجيش شديدة الحساسية ولا يسمح لأحد بالإطلاع عليها، مما يضع أي وسيلة إعلام تشتبك مع قضايا خاصة بالجيش تحت طائلة السقوط في الغموض أو في إيراد معلومات غير دقيقة أو غير موثقة أو مشكوك في صحتها؛ فضلا عن أنه إذا فرضنا صحة المعلومات فان إذاعتها أو نشرها قد يمثل خطرا محدقا على الأمن القومي للدولة. أما القضاء فاني أرجو ألا نتدخل في شؤونه؛ لكننا نُجبر أحيانا على التطرق لبعض القضايا والأحكام للقضائية، ورغم ذلك لايزال القضاء يتمتع بقدر كبير من الخصوصية والنزاهة. وأتمنى أن يتمتع القضاء المصري باستقلالية تجعله يمارس دوره الطبيعي بشكل صحيح، الذي سينعكس بدوره على تناول الإعلام ما يخص القضاء دون فرض أو وصاية أو خطوط حمراء من أي جهة.
وما رأيك في ما يصفه البعض بـ'' فوبيا انتقاد الثورة''؟
لابد أن نغير من مفاهيمنا ونتوقف عن سياسية الإقصاء واستخدام ألفاظ تمثل تلك السياسة من نوعية ''العميل'' و''الخائن''؛ فمثلا نحن مشهود لنا أننا من أكثر القنوات مساندة للثورة التي أطاحت بمبارك، ولكن في نفس الوقت يتحتم علينا كوسيلة إعلام موضوعية أن ننقل مثلا ما يحدث في روكسي ولابد من تغطية ''اسفين يا ريس''، ولا يجب أن أتجاهل ميدان مصطفي محمود مهما كان عدد المتواجدين هناك أو تأثيرهم أو الفكر الذي يعتنقونه, وهذا لا يعني أني خائن وعميل وعدو للثورة، لأن المهنية تقتضي أن انقل أحداث الشارع بكل توجهاته و بكل ما يحمله من أراء, سواء كانت مع الثورة أو ضدها.
ماذا عما قيل من خلافات مع ريم ماجد ويسري فودة؟
لم يحدث إطلاقا أي خلافات بين القناة وريم ماجد أو يسري فودة، بالعكس ريم ويسري أصدقاء لي علي المستوي الشخصي حتى من قبل العمل سويا, وما نشر من أخبار في هذا السياق عار تماما من الصحة، وقد تم تجديد عقديهما منذ شهر لمدة سنتين آخرين.
وما طموحات القناة في الفترة القادمة؟
طموحنا في المرحلة القادمة يتمثل في الخروج للفضاء العربي والعالمي, وألا يصبح حضورنا و تواجدنا قاصرا على مصر و شئون المجتمع المصري فقط، وهذا ما سنعمل على تحقيقه من خلال قناتنا الجديدة '' أون تي في لايف ''
ما نوع المحتوي الذي تخططون لتقديمه في القناة الجديدة؟
في ظل تسارع الأحداث في الفترة الأخيرة والزخم الشديد وتعدد القوى والجبهات الفاعلة في مجريات الأحداث ومع التطور الهائل للتواصل الاجتماعي ولطرق نقل الميديا عبر الانترنت، بدا واضحا جدا أن رجل الشارع ليس فقط هو من يصنع الحدث لكنه أيضا يساهم بشكل كبير في تغطيته و في ضوء تلك الحقيقة فان شعار ''أون تي في لايف'' سيكون: '' أنت من يصنع الحدث''. ومن هنا تنطلق فلسفة القناة فهي بشكل أساسي معنية بالتفاعل مع رجل الشارع وتغطيته للأحداث عبر ما يرسله من مواد، فيما بات يعرف ''صحافة المواطن''، إضافة إلى تغطية الكوادر المحترفة العاملة بالقناة، بمعني أنه لو صور رجل الشارع حدثا سنأخذ الصور أو مواد الفيديو ونتفاعل معه ونعطيه المقابل المادي المناسب، إضافة إلى الاتصال به أو مقابلته على الهواء لوصف الحدث بصفته شاهدا على الحدث، وبذلك ستقدم القناة شكلا إعلاميا جديدا على الساحة المصرية. أما البرامج فمن المخطط أن تكون قليلة جدا، وستختفي تماما من على شاشتنا الجديدة برامج الـ '' توك شو'' فلن يعرض علي القناة الجديدة الشكل الإعلامي الذي أتوقع اختفاؤه خلال سنتين أو ثلاثة لأنه شكل من أشكال ''المكلمات'' التي سيصاب المشاهد بعد فترة وجيزة بالملل منها، وسيشعر بحالة من التشبع تدفعه للرغبة في رؤية شيء مختلف وإعلام أسرع إيقاعا يعتمد بشكل أساسي على الحدث نفسه، وتستطيع أن تلمس بوادر هذه الرغبة في أن المشاهد يرغب في عودة نشرة الأخبار ''بتاعت زمان '' التي كنا نستقي منها كل الأخبار والأحداث بشكل أسرع قبل ظهور التوك شو.
ما خطط ''أون تي في'' المستقبلية لمواكبة التقدم التكنولوجي في عالم الإعلام؟
نحن نبذل جهودا كبيرة في مجال الاتصال مع شبكات التواصل الاجتماعي مثل ''فيسبوك'' و ''تويتر''، إضافة إلى ''يوتيوب'' التي تقدم بثا حيا لما تقده القناة عبر الساعة، بجانب الموقع الرسمي على الشبكة العنكبوتية. وعموما فإننا نحاول اللحاق بإيقاع التكنولوجيا السريع جدا من خلال الوجود بشكل دائم وبكافة الطرق والأنماط المتاحة على الانترنت، ونتيجة لتلك الجهود حصلنا علي المركز الأول بالعالم العربي من حيث المشاهدة على ''يوتيوب''، متفوقين علي قنوات ''العربية و''الجزيرة'' حيث زار موقعنا علي ''يوتيوب'' 8 مليون زائر.
وما خطة القناة خلال شهر رمضان؟
سوف نطلق قناة '' أون تي في رمضان'' وستهتم القناة بشكل أساسي بالدراما والمنوعات وستستمر على مدار الشهر فقط.
No comments:
Post a Comment