آخر تحديث: السبت 9 يوليو 2011 2:48 م بتوقيت القاهرة حاتم جمال الدين
الحياة فيس بوك.. هكذا تبدو الصورة من خلال البرامج والقنوات التى انطلقت بعد ثورة 25 يناير، والتى أصبحت تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر وغيرها كمصدر للمعلومات والمواد الفيلمية والأخبار أحيانا، ولكن كان للاعتماد على ما تنشره تلك المواقع سبب فى الزج ببرامج توك شو مهمة ومذيعين لهم أسماؤهم فى معارك جانبية.
الحياة فيس بوك.. هكذا تبدو الصورة من خلال البرامج والقنوات التى انطلقت بعد ثورة 25 يناير، والتى أصبحت تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر وغيرها كمصدر للمعلومات والمواد الفيلمية والأخبار أحيانا، ولكن كان للاعتماد على ما تنشره تلك المواقع سبب فى الزج ببرامج توك شو مهمة ومذيعين لهم أسماؤهم فى معارك جانبية.
منها الانتقادات التى تعرض لها المذيع يسرى فودة بعد أن استضاف فى برنامجه «آخر كلام» على قناة Ontv سلمى الصاوى الفتاة التى نشرت فى صفحتها على الفيس بوك قصة عن اختطافها والتحقيق معها فى مباحث أمن الدولة بمدينة 6 أكتوبر، ورأى البعض أن الفتاة لم تستطع إثبات أى من تفاصيل روايتها، وأنه كان ينبغى على فودة التحقق من حقيقة القصة قبل عرضها وإشغال الرأى العام بها إلى أقصى درجة بعد أن تحركت الحكومة بأكملها لبحث قضية الفتاة المختطفة، وعلى رأسها الدكتور عصام شرف والذى حرص على مقابلة الفتاة بنفسه وسماع تفاصيل روايتها.
كذلك شهدت الساحة الفضائيات أزمة أخرى بعد أن أذاعت الإعلامية هالة سرحان فى برنامجها «ناس بوك» على قناة روتانا مصرية لقطات من فيلم وثائقى عن الثورة المصرية يحمل اسم «الميدان» دون الإشارة لمصدره أو مخرجه مازن سعيد، وهو ما دفع الثانى لاتهام هالة وبرنامجها بالسطو على حقوقه الأدبية والمادية، بينما خصصت هى جزء من حلقة تالية للهجوم على صاحب «الميدان»...
تلك الوقائع تدفعنا للتساؤل عن مدى إمكانية الاعتماد على المواقع الالكترونية كمصدر للمعلومة والخبر أو الفكرة، وهل لدينا قيم للتعامل محددة مع المواد الواردة عبر الانترنت؟، وهل هناك معايير لتنقيها وتوثيقها قبل طرحها كحقيقة واقعة على عبر برامج لها مساحة كبيرة من المصداقية لدى المشاهد؟.
تجيب الدكتورة جيلان حمزة أستاذ الإذاعة والتليفزيـــــــون بكليـــــــة الإعـــــــــــــــلام بجامـــعة القاهرة بقولها: «لا يمكن اعتبار الأخبار الواردة عبر مواقع التواصل الاجتماعى معلومة أولى لبناء فكرة أو موضوع حلقة تليفزيونية، ولكن يجب على معد البرنامج أن يتعامل مع كل ما يأتى عبر الشبكة الانترنت باعتبارها مجرد معلومات أو دردشة يجب توثيقها والبحث عن مدى مصداقيتها، لأنه لا ينبغى أن يبنى حلقة برنامجه على قصة وهمية، يمكن لأى شخص أن يكذبها أو يطعن عليها».
وشددت جيلان حمزة على أهمية الاعتماد على العنصر البشرى بشكل أساسى فى التقصى، والتواصل مع المصادر والبحث عن الجديد عندهم، وقالت إن تفوق البرنامج يكمن فى الوصول لانفراد بمعلومة جديدة وحقيقية.
ووصفت اعتماد البرامج الفضائيات على تويتر والفيس بوك بأنه نوع من الاستسهال، مؤكدة أن هذه القصص الوهمية ستكون بمثابة سرطان يأكل مصداقية البرامج والقنوات مع تكرارها أكثر من مرة.
الدكتورة أمل خطاب أستاذ الصحافة الالكترونية بكلية الإعلام ترى أن التعامل مع الانترنت هو لغة المستقبل، ولكن يجب أن نحدد مدى مصداقية ما يتم بثه عبر الشبكة، والتأكد من نوايا وأغراض من يقوم بتحميل هذه الأخبار والمعلومات، ويجب أن نعلم بأن هناك مواقع يمكن الاعتماد عليها مثل البوابات الرسمية للوزارات والهيئات ومواقع الصحف التى لها أصول ورقية، وغيرها من المواقع التى يعرف عنها التدقيق فى المعلومات التى ينشرها.
وأكدت أمل خطاب ضرورة التزام مقدم البرنامج بالإشارة إلى مصدر الخبر أو المعلومة التى يقدمها فى برنامجه، فيما أبدت موافقتها على فكرة تقديم حلقات تتقصى الحقيقة فى قصة ما يطرحها شخص على شبكة الانترنت، خاصة وإن كانت تلك القصة من شأنها إثارة حالة من البلبة وإثارة الرأى العام، مشيرة للحلقة التى استضاف فيها يسرى فودة الفتاة التى نشرت قصة عن اختطاف الأمن لها، والتى استطاعت إخماد ثورة اشتعلت على الانترنت حول هذه الواقعة.
وعلقت بأن كشف الحقائق جزء أساسى من دور الإعلام، وأن مثل هذه المكاشفات مع الوقت ستشعر مستخدمى الانترنت بالمسئولية تجاه ما ينشروه من معلومات وقصص وموضوعات موضوعات على صفحاتهم.
ومن جانبه يرى الإعلامى حسن حامد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق أن حالة الثورة التى نعيشها حاليا، واندفاع الناس نحو الحرية، وانفتاحهم على الإعلام الجديد الذى يمثله الفيس بوك وتويتر، جعل الكثيرين يقضون وقتهم على شبكة الانترنت ويتبادلون الأحاديث التى والآراء ويتناقلون الأخبار كما يسمعونها فى الشارع دون تدقيق أو تعليق أو نسبها لمصدر.
وقال: «عندما يعتمد الإعلامى على مثل هذه الدردشات كأخبار، أو معلومات يبنى عليها حلقات برنامجه يكون قد وقع فى خطأ مهنى فادح».
ويؤكد حامد أن الاعتماد على المنهج الكلاسيكى فى التعامل مع المصادر الرسمية، أو الأشخاص المرتبطة بشكل مباشر بالقضية المطروحة فى البرنامج هو الحل النموذجى لتجنب هذه المشاكل التى تضر بمصداقية البرامج، خاصة فى تلك المرحلة حتى يتعود الناس على استخدام وسائل التواصل والتعبير عن الرأى بشكل مسئول ومنضبط.
المذيعة دينا عبدالرحمن مقدمة «صباح دريم» على قناة دريم تقول: «استخدام الفيس بوك فى برنامجنا محسوب، وموظف فى نطاق التواصل مع المشاهدين وتلقى تعليقاتهم على موضوع الحلقة، ولكننا لا ننقل أخبار تصلنا عبر مشاركاتهم، وحتى فى حالة الاستغاثات التى تصلنا بشأن موضوع يخص منطقة ما نقوم بالاتصال بمصادر لنا فى تلك المنطقة لنتأكد من حقيقة الموضوع قبل إذاعة أى شىء عنه».
وأضافت دينا أن الاعتماد على البوابات الالكترونية للصحف فى برنامجها يكون فى أضيق نطاق، وذلك فيما يخص الأحداث التى تقع فى وقت متأخر بعد إصدار الطبعات الثانية والثالثة للصحف».
وأكدت أن المعلومات التى يتم استخراجها من المواقع يقوم فريق الإعداد مراجعتها أكثر من مرة لتنقيتها من أى معلومة مشكوك فيها، لأنها ترى فى مثل هذه المعلومات غير الدقيقة خطر على مصداقية برنامجها، وثقة المشاهد التى بناها البرنامج فى سنوات.
No comments:
Post a Comment