بقلم: أحمد محمود 7/28/2011
هناك مسلسل أمريكى يدعى المتحولون، فى هذا المسلسل يستطيع ابطاله أن يتحولوا لأشخاص ذوى قدرات خارقة تمكنهم من محاربة الظلم والفساد والجريمة... فى الآونة الأخيرة برز لفظ المتحولون فى مصر بعد ثورة 25 يناير حين تحول تقريباَ كل من كانوا يهتفون بحياة مبارك إلى أشد الخصوم له بل إن منهم من تسابق فى سب الرجل وتعديد مساوئه، لكنهم أبداَ لم يكونوا مثل المتحولين فى المسلسل الأمريكى يرغبون فى القضاء على الفساد وإنما بالأحرى القضاء على الثورة.
وبغض النظر عن هذا المسلك المعيب الذى سلكه رموز الإعلام القومى قبل الخاص ورجال السياسة من أمثال الفضالى الذى أتى به يحي الجمل وهو من أشد من انتقدوا مبارك ونظامه لنكتشف الخديعة الكبرى وهى أن الفضالى رئيس اللجنة التشريعية أحد أبرز المشاركين فى موقعة الجمل بعد أن عرض الزميل يسرى فودة فيلما يظهره بجوار البلطجية الذين قاموا بالقاء زجاجات المولوتوف على المتظاهرين لتفريقهم، لايملك الواحد منا إلا أن يتساءل، هل كان يحى الجمل على علم بذلك؟ وخصوصاَ أنه أغلق اجتماعات اللجنة التى كشف بعض المشاركين فيها انها ضمت عدد لابأس به من رموز الحزب الوطنى؟!
لو كان يعلم فهو إذاً تواطؤ يستوجب التحقيق معه ومحاكمته ، وإن كان لايعلم فهذه مصيبة أكبر لأن معنى ذلك أنه لا أحد يعلم شيئاً فى فى هذا البلد وأنا شخصياَ لا أظن ذلك.
السؤال الأهم هو هل تم خداع المجلس العسكرى من قبل كل هؤلاء؟ هل يمكن أن يصدق مواطن عاقل ذلك؟ وإن كان المجلس العسكرى قد تم خداعه فى قضية خطيرة مثل تلك، فماذا أيضاً خدع فيه المجلس العسكرى؟
نعود إلى الدكتور يحيى الجمل الذى كان مسؤولا عن العديد من الملفات واهمها الصحافة القومية والذى حرص على ان لايقوم بأى تغيير فيه إلا بعد ضغط شديد وله تصريح شهير قال فيه ان الصحفيين هم أناس يصعب إرضاؤهم ويبدو أنه قرر أن لايرضيهم فترك لهم كل رموز النظام السابق رؤوس المؤسسات الصحفية القومية..
والمثير للانتباه أن اللغة التى استخدمها الإعلام كانت هى نفس اللغة التى استخدمها الفضالى بضرورة فض الإعتصامات والبدأ فى البناء والتشييد!!
أحد الزملاء من قيادات إحدى الصحف القومية قال لى بالحرف الواحد فى الحديث عن موضوع لجنة تطهير الاعلام المزمع تشكيلها قريباَ، ليس هذا وقت الحساب بل ينبغى أن نفكر فى البناء والتشييد، قلت له ولكنك تعلم أن الكثير منكم ارتكبوا أخطاء فادحة لحساب النظام السابق بدلاَ من البناء والتشييد، صحيح أننا نعلم أنكم لم يكن فى إمكانكم إلا أن تطيعوا الأوامر، لكن هناك العديد ممن يستوجب حسابهم، هز رأسه موافقاَ لكنه عقب على ضرورة أن تعيد الدولة صياغة علاقتها برؤساء التحرير!!!
السؤال، كيف يتصور هؤلاء تلك الصياغة؟ هل لازالوا يرغبون فى الإستمرار؟ لن أعلق وسأترك التعليق للقارئ الكريم وربما للمجلس العسكرى..
كل ماسبق يفتح الباب لأسئلة أهم، ما هو دور الأجهزة الرقابية؟ هل من المعقول أنه لايوجد لدى تلك الأجهزة معلومات عن التجاوزات المختلفة التى حدثت فى عهد النظام السابق؟
ولماذا تنتظر تلك الأجهزة أن يتقدم أحد ببلاغ؟ أفراد هذه الأجهزة يتلقون رواتب من الدولة لحمايتها من الفساد فماذا يفعلون؟
ثم السؤال الأهم للمجلس العسكرى، ألا تتفقون معى أن القضاء على الفساد هو حجر الزاوية الأهم فى منظومة الأمن القومى؟
كيف تطمئنون على مستقبل هذه الأمة وهناك من يعبث بمقدراتها ويبيع ثرواتها بأبخس الأثمان بل وينهب منها ماتطاله يداه ثم يتضح فى النهاية أن لديه جنسية مزدوجة تتيح له الفرار والنجاة من العقاب؟
مليارات أهدرت من المال العام ولا أحد يدرى كيف يمكن استعادتها والناس تناقش حد أدنى للأجور 700 جنيه وهناك من يحصل على الملايين شهرياً، بأى حق؟
والسؤال لرئيس الكسب غير المشروع، هل يجوز لرئيس مؤسسة حكومية أن يحدد لنفسه ولمن يختار أجراً طائلاً ثم لايحاسب لأنه يملك قرار هذا التخصيص فى مال عام؟
أظن أنه قد آن الآوان أن يبدأ القائمون على هذا البلد فى تطهيره جدياَ من رموز الفساد فى النظام السابق ومحاسبتهم على مااقترفوه لأن هذا هو مكمن الخطر الحقيقى وليس الإعتصامات فى ميدان التحرير التى يمكن أن تنتهى فوراَ لو شعر هؤلا المعتصمون أن الخطر قد زال عن هذا البلد وأن القائمون عليه قد استعادوا من القط مفتاح الكرار.
ياسادة مصر مليئة بالكفاءات فى كل المجالات ومن مختلف الأعمار وليس صحيحاً أن من هم على الساحة فقط قادرون على النهضة بهذا البلد وانظروا إلى نجم تمت صناعته إعلامياَ ثم اتضح فى النهاية أنه فضالى
No comments:
Post a Comment