بعد عاصفة ماسبيرو..سامى الشريف لـ"بوابة الأهرام": جعلونى فاشلاً
بهاء حسين 10-6-2011 | 09:23
محظوظ سامى الشريف، لكنه لم يثمن حظه، فقد تعامل مع الأسلاك الشائكة باستهانة لم تتح له أن يرى أبعد من الكرسى . بينما، كانت هناك، تحت الكرسى، ألغام صدئة يكفى أن تصيح بجوارها، لتنفجر. وقد حصل، فالصرخات التى كانت تملأ بهو ماسبيرو، مطالبة برحيله، سرعان ما رشحت من المبنى إلى شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد، لكن أحداً لم يستجب لها إلا متأخراً جداً، بعد خراب مالطة. الرجل، وقد جاءت به ثورة غاضبة، لم يع الدرس .. أن التعاطى، بعناد، مع الغضب يحوله إلى يأس، ثم إلى إصبع ديناميت قابل، فى أية لحظة، للاشتعال. المهم أن الشريف خرج من ماسبيرو تاركاً ملفات لم يكد يفتحها، وأسئلة دون إجابة. مثلاً : فيم جاء ولماذا خرج، وهل كان الرجل مؤهلاً أصلاً للمهمة.
لكى تدير ما سبيرو، فلت له، يلزمك، أولاً ، أن تكون ثورياً، أن تنظر خلفك فى غضب، ثم أن تكون يدك قد كلت من حمل الميكروفون، أو تصببت عرقاً أمام الكاميراً. وأضفت: أن تدرس الإعلام لا يعنى أنك إعلامى. وللإنصاف فقد استمع الرجل لأسئلتى فى هدوء وراح يجيب عنها كمن يتأمل، قال:
- شوف، ليس هناك فصل، على الإطلاق، بين العمل الأكاديمى وبين قيادة المؤسسات الإعلامية، لأن هذه المؤسسات، فى الدول المحترمة، لا يستقيم عملها إلا بدراسات علمية، تقيم آداءها وترسم لها السياسات التى ينبغى أن تمشى عليها. لذلك كل الإذاعات فى العالم تعتمد على نتائج الدراسات الأكاديمية التى تجرى ، لتحديد المسار. فلا يمكن أن نفصل، فى الإعلام تحديداً، بين العمل الأكاديمى وإدارة المؤسسات الإغلامية. ليس بالضرورة أن يكون مدير المؤسسة الإعلامية مذيعاً أو مخرجاً. هذا كلام غير صحيح. المهم أن يكون لديه فكر وإستراتيجية، وليس شخصاً يمضى على إجازات حمل ووضع، كما يحدث عندنا !
* أنت ترى أنك جدير بهذا الموقع.
- بالتأكيد.
* إذن، لماذا فشلت فى إدارته! حسب نص كلامك، قلت: "استقلت نتيجة إيمانى بعدم مقدرتى على إتمام خطة تطوير الاتحاد فى ظل هذه الظروف". ألم تكن تعرف، مسبقاً، هذه الظروف؟
- دعنى أقل لك إننى لم أسع لهذا المنصب ولم أطلبه، لكننى اخترت، لهذه المهمة من قبل المسئولين، بالنظر إلى تاريخى المهنى وبالنظر إلى تخصصى الدقيق. لا تنس أننى خبير إعلامى فى مجال الإذاعة والتليفزيون. كنت أعلم أن هناك مشكلات عديدة، لكننى لم أتوقع أن تكون بهذا الحجم ! الرؤية للتطوير كانت حاضرة فى ذهنى، وكنت أعرف الأخطاء التى وقع فيها الإعلام المصرى طوال 30 سنة، وكيف يمكن أن نغير نظرة المشاهد المصرى والعربى لوسائل الإعلام المصرية، وأن نعيد المصداقية والثقة فى هذه الوسائل. عندما ذهبت إلى المبنى وجدته متصلباً، فاستغرقت فى قضايا جانبية وإدارية. كنت أوقع آلاف الأوراق فى اليوم الواحد وانشغلت بقضايا كثير منها تافه. فكيف يمكنك، وسط هذا الروتين، أن تنتشل المبنى من الغرق، فضلاً عن تطويره. ثم لا تنس أننى كنت أتولى منصب رئيس الاتحاد واختصاصات وزير الإعلام.
- بصراحة، هل كان هناك أشخاص بعينهم حرصوا على أن تفشل فى آداء مهمتك؟
* لا أتهم أحداً، لكن الظروف التى تمر بها مصر، وماسبيرو، بصفة خاصة، كانت كفيلة بإيقاف العجلة . لقد ذهبت إلى المبنى والاعتصامات قائمة ضد من كانوا قبلى ..
- وضدك؟
* على الإطلاق، بدأت هذه الاعتصامات قبل ذهابى إلى ماسبيرو بـ 10 أيام ، كانوا يطالبون بإقالة القيادات الموجودة، كل القيادات .. رؤساء القطاعات ونوابهم ورؤساء القنوات ونوابهم ، حتى مدير عام . لما حسبت العدد وجدته 650 قيادة مطلوب منى إقالتها، ولكى تحذف هذا العدد بجرة قلم ، سيسقط المبنى بدون شك، فكانت الرؤية أن تغير قيادات ثبت أنها مسؤلة عن أخطاء ما قبل الثورة بشكل مباشر..
- مثل:
* عبداللطيف المناوى.
- لكن المناوى مشى بعد أن أخفى أوراقه أو حرقها .
* البعض لا يفهم أن تغيير رؤساء القطاعات وتعيينهم أمر بيد رئيس الوزراء، وليس بيد رئيس الاتحاد، وأقول لك شيئاً ، بعد أن توليت منصبى بخمسة أيام ذهبت إلى المجلس العسكرى طالباً تغيير بعض القيادات، وعلى رأسهم عبداللطيف المناوى، لكن رؤى، فى ذلك الوقت، أن الظرف غير مناسب لإحداث التغيير.
- ولماذا لم يحول المناوى للتحقيق؟
* ليس من سلطتى تحويل أحد للتحقيق، إلا إذا كانت هناك مستندات تدينه، وبالنسبة للمناوى كانت هناك قضية تخصة محالة للتحقيق هى قضية " استديو 5 "، فقد تعاقد على إنشائه مع إحدى الشركات بسعر مبالغ فيه، وليست من اختصاصه، فإنشاء الاستديوهات شأن يخص الهندسة الإذاعية، كان هناك فساد مالى وإدارى كبير فى هذه القضية، وما زال التحقيق فيها جارياً لدى النائب العام.
- ماسبيرو يعنى: 23 قناة، 17 شبكة إذاعية، 44 ألف عامل، 12 مليار جنيه .. ديوناً . تركة مثقلة . من أين بدأت يا دكتور؟
* تصور أن 75 % من هؤلاء عمال وإداريون وأفراد أمن ، بينما 25% هم الإعلاميون الذين تتعامل معهم ، والإمكانيات المالية ضعيفة جداً، فاتحاد الإذاعة والتليفزيون لم يحقق أرباحاً طوال تاريخه، هو دائما يقوم على دعم من الدولة التى كانت تعطيه مليار جنيه سنوياً، مقابل خدمات إعلامية للحزب والهانم والرئيس ولجنة السياسات..إلخ، وعندما يحتاج المبنى إلى دعم آخر كان المسئول عن الإعلام، فى ذلك الوقت، يرفع السماعة لجمال مبارك فتأتيه، فوراً، 200 مليون جنيه يحل بها مشكلة العاملين، كى لا تحدث احتجاجات.
- هذا الانهيار من يتحمل مسئوليته، صفوت الشريف أم ممدوح البلتاجى ، أم أنس الفقى
* لا أحمل المسئولية لأشخاص بعينهم، أنا أحمل النظام.
- لكنك كنت جزءاً من هذا النظام.
* على الإطلاق، قيل إننى عضو بالحزب الوطنى ولجنة السياسات، وأتحدى أن يثبت أحد هذه الادعاءات. أنا لم أر جمال مبارك إلا على شاشة التليفزيون.
- إذن تعتبر نفسك شخصاً شريفاً سيىء الحظ !
* يمكنك أن تقول ذلك بكل وضوح، أنا شريف طاهر 100% لكن الظروف التى وضغت فيها، وقفت حجر عثرة فى طريقى
- فى ظنك ، لكى يتزحزح ماسبيرو إلى الأمام ، يحتاج الأمر، أولاً، إلى تقليل العمالة فيه، وتغيير السياسة، أم ماذا بالضبط .
* دائماً أقول: عندما يصاب الجسد بأمراض خطيرة ، لا بد من تدخل جراحى مؤلم.
- بحجم الفصل والتشريد.
* التدخل يبدأ بإعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون من الألف إلى الياء. الدولة ليست بحاجة إلى 23 قناة تليفزيونية و17 شبكة إذاعية، وليست بحاجة إلى 44 ألف موظف يعملون بهذا الجهاز . لكن قرارات من هذا النوع ستصطدم بمصالح آلاف من الناس، وبالتالى لن يجرؤ مسئول على أن يتخذها بسرعة، كما تتوقع وكما ينبغى. لا أحد يستطيع ذلك !
- أعود إليك .. دخلت ماسبيرو بقرار من المجلس العسكرى، وخرجت منه فى حراسة دباباته، فى الوقت الذى تنفى فيه أن لك صلة نسب بأحد أعضائه. السؤال: لم أنت بالذات ، وهناك من هو أكفأ منك !
* يسأل المجلس عن سبب اختيارى، وقلت لك إننى لم أسع لهذا المنصب، مع تحفظى على عبارة أننى خرجت فى حراسة الدبابات، فليس هذا صحيحاً، لأن المبنى كله تحت الحراسة، قبل ذهابى وإلى الآن، وهذا شىء طبيعى فى ظل الأوضاع الراهنة.
- وبماذا تفسر الفرحة التى استقبل بها الناس خبر استقالتك، حتى من خارج ماسبيرو !
* المتظاهرون فى المبنى لم يكن عددهم يزيد عن 50 واحداً، وهؤلاء كانوا فى حكم الممتنعين عن العمل، لأنهم كانوا قاعدين فى البهو، طول الوقت، بينما الكاميرات تعمل. وفى النهاية لا يعكس هؤلاء رأى الأغلبية التى كانت تهمنى. إذا كان هناك من يطالب بتسويد الشاشة وقطع الإرسال، احتجاجاً على القيادات الموجودة وتأخر مستحقاتهم المالية، كيف يمكن أن أتعامل معهم. أنظر إلى الـ 43 ألف و990 الذين يعملون أم إلى هؤلاء.
- وهل معنى ذلك أن تسلط الأمن عليهم ، لتكون لدينا موقعة " الجردل". ثم إن الفرحة باستقالتك تعدت حدود المبنى .. إسعاد يونس قالت لك : باى باى سامى الشريف.. خد الباب وراك .
* لم أسمع بذلك، أقسم بالله، لكن من حق كل واحد أن يقول رأيه، دلنى على شخص واحد حظى بإجماع الناس، أن تتولى منصباً عاما فى هذا الظرف ، هذه مهمة انتحارية، هات لى مسئولا من المسئولين لم يتعرض للنقد، بل أحياناً للنقد الجارح. هذا يحصل مع الجميع، والإعلام بالذات هناكfocus عليه، لو اتنين قاعدين بيتخانقوا قدام التليفزيون هتلاقى 50 كاميرا جاية تصور !!
نسبة كبيرة من المستفيدين الذين كانوا يغرفون الفلوس من ماسبيرو قبل ذهابى، قطعت الطريق عليهم، أوقفت التعامل مع المعدين من الخارج، وهؤلاء كانوا يقبضون الآلاف كل شهر.
- تقصد أن إسعاد يونس ومحمد فاضل وغيرهم من هؤلاء .
* أنا أتكلم عن المعدين من الخارج، الذين رأوا أننى قطعت أرزاقهم، ولهذا لم أستغرب حين فتحوا علىً النار. هذا شىء طبيعى. وبالمناسبة أنا لم أكن أقصد أن أضر هؤلاء، لكن بالنظر إلى ظروف الاتحاد السيئة، كان من الضرورى أن أتدخل لصالح أبناء ماسبيرو. ثم إن منع التعامل معهم قرار اتخذ قبل أن أتولى، وأنا باركت هذا القرار.
- وموقعة " الجردل "، يا دكتور، كيف تسمح بذلك ؟! وعلى ذكر الأمن، فليس، مبرراُ قطع حوار مع بثينة كامل، إنها تعدت الخطوط الحمراء. هل كانت هناك، لا تزال، خطوط حمراء، حتى بعد الثورة، أم أن اللواء نبيل الطبلاوى، مدير أمن ماسبيرو، هو من كان يدير المبنى رغم وجودك !
* ابتسم الشريف متحسساً نصف شعره الذى يلقيه من جانب إلى الجانب الآخر من الرأس، قبل أن يقول: واقعة " الجردل " غريبة، قال لى أصحاب الشكوى إن لديهم صوراً وأسطوانة مسجل عليها الوقعة، لكنهم لم يقدموها إلى الآن ! أما أن الطبلاوى كان يدير المبنى فهذا غير صحيح، كان الرجل يتواجد فى مكتبى كثيراً بحكم موقعه، ولهذا روجوا لحكاية تدخله فى السياسة الإعلامية، وهذا لم أكن أسمح به لأحد ، وبالنسبة لبثينة كامل، فقد أرادت، بحكم عملها وعلاقاتها فى المبنى، أن تستغل الشاشة لصالح برنامجها الانتخابى وهذا مرفوض .
- وعدت أسأل الشريف، ختاماً ، وماذا عن قرارك بتعيين زميل اتهم بالسرقة، رئيساً لتحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، ثم قل لى،بأمانة ، هل كانت تأتيك تعليمات من المجلس العسكرى بإذاعة أو حجب شىء بعينه . وماذا عن القبلة، هل صحيح أنك طالبت بحذف القبلة، بأثر رجعى . وحمدى قنديل وحافظ المرازى .. لم تظهر برامجهم، رغم ما أنفق على الديكور وخلافه، كل ذلك، كله على بعضه، أطلقته دفعة واحدة، على هيئة سؤال، ورد الشريف فى نفس واحد على هيئة إجابة:
* أنا لم أسمع بمحمد عبدالحميد، ولا عمرى شفته، قبل تعيينه رئيساً لتحرير المجلة، وهو برىء حتى تثبت إدانته، وكل قرار اتخذته كان بمحض إرادتى، لم يتدخل المجلس العسكرى فى شىء، وحكاية القبلة قفشة إعلامية، ليست أكثر، وبالنسبة لقنديل والمرازى، فقد طالب بهم المعتصمون رؤساء للاتحاد، واحتجوا عليهم مذيعين!!
- هل ستدخل ماسبيرو، دون شعور بالحرج أو الخجل أو الخوف
* طبعاً، ماسبيرو ملك لكل المصريين.
انتهى كلام الشريف، ومن ناحيتى سلمت على الرجل، بحرارة ، وانصرفت. لم آخذ الباب ورائى ولم أقل له باى باى .
* أنت ترى أنك جدير بهذا الموقع.
- بالتأكيد.
* إذن، لماذا فشلت فى إدارته! حسب نص كلامك، قلت: "استقلت نتيجة إيمانى بعدم مقدرتى على إتمام خطة تطوير الاتحاد فى ظل هذه الظروف". ألم تكن تعرف، مسبقاً، هذه الظروف؟
- دعنى أقل لك إننى لم أسع لهذا المنصب ولم أطلبه، لكننى اخترت، لهذه المهمة من قبل المسئولين، بالنظر إلى تاريخى المهنى وبالنظر إلى تخصصى الدقيق. لا تنس أننى خبير إعلامى فى مجال الإذاعة والتليفزيون. كنت أعلم أن هناك مشكلات عديدة، لكننى لم أتوقع أن تكون بهذا الحجم ! الرؤية للتطوير كانت حاضرة فى ذهنى، وكنت أعرف الأخطاء التى وقع فيها الإعلام المصرى طوال 30 سنة، وكيف يمكن أن نغير نظرة المشاهد المصرى والعربى لوسائل الإعلام المصرية، وأن نعيد المصداقية والثقة فى هذه الوسائل. عندما ذهبت إلى المبنى وجدته متصلباً، فاستغرقت فى قضايا جانبية وإدارية. كنت أوقع آلاف الأوراق فى اليوم الواحد وانشغلت بقضايا كثير منها تافه. فكيف يمكنك، وسط هذا الروتين، أن تنتشل المبنى من الغرق، فضلاً عن تطويره. ثم لا تنس أننى كنت أتولى منصب رئيس الاتحاد واختصاصات وزير الإعلام.
- بصراحة، هل كان هناك أشخاص بعينهم حرصوا على أن تفشل فى آداء مهمتك؟
* لا أتهم أحداً، لكن الظروف التى تمر بها مصر، وماسبيرو، بصفة خاصة، كانت كفيلة بإيقاف العجلة . لقد ذهبت إلى المبنى والاعتصامات قائمة ضد من كانوا قبلى ..
- وضدك؟
* على الإطلاق، بدأت هذه الاعتصامات قبل ذهابى إلى ماسبيرو بـ 10 أيام ، كانوا يطالبون بإقالة القيادات الموجودة، كل القيادات .. رؤساء القطاعات ونوابهم ورؤساء القنوات ونوابهم ، حتى مدير عام . لما حسبت العدد وجدته 650 قيادة مطلوب منى إقالتها، ولكى تحذف هذا العدد بجرة قلم ، سيسقط المبنى بدون شك، فكانت الرؤية أن تغير قيادات ثبت أنها مسؤلة عن أخطاء ما قبل الثورة بشكل مباشر..
- مثل:
* عبداللطيف المناوى.
- لكن المناوى مشى بعد أن أخفى أوراقه أو حرقها .
* البعض لا يفهم أن تغيير رؤساء القطاعات وتعيينهم أمر بيد رئيس الوزراء، وليس بيد رئيس الاتحاد، وأقول لك شيئاً ، بعد أن توليت منصبى بخمسة أيام ذهبت إلى المجلس العسكرى طالباً تغيير بعض القيادات، وعلى رأسهم عبداللطيف المناوى، لكن رؤى، فى ذلك الوقت، أن الظرف غير مناسب لإحداث التغيير.
- ولماذا لم يحول المناوى للتحقيق؟
* ليس من سلطتى تحويل أحد للتحقيق، إلا إذا كانت هناك مستندات تدينه، وبالنسبة للمناوى كانت هناك قضية تخصة محالة للتحقيق هى قضية " استديو 5 "، فقد تعاقد على إنشائه مع إحدى الشركات بسعر مبالغ فيه، وليست من اختصاصه، فإنشاء الاستديوهات شأن يخص الهندسة الإذاعية، كان هناك فساد مالى وإدارى كبير فى هذه القضية، وما زال التحقيق فيها جارياً لدى النائب العام.
- ماسبيرو يعنى: 23 قناة، 17 شبكة إذاعية، 44 ألف عامل، 12 مليار جنيه .. ديوناً . تركة مثقلة . من أين بدأت يا دكتور؟
* تصور أن 75 % من هؤلاء عمال وإداريون وأفراد أمن ، بينما 25% هم الإعلاميون الذين تتعامل معهم ، والإمكانيات المالية ضعيفة جداً، فاتحاد الإذاعة والتليفزيون لم يحقق أرباحاً طوال تاريخه، هو دائما يقوم على دعم من الدولة التى كانت تعطيه مليار جنيه سنوياً، مقابل خدمات إعلامية للحزب والهانم والرئيس ولجنة السياسات..إلخ، وعندما يحتاج المبنى إلى دعم آخر كان المسئول عن الإعلام، فى ذلك الوقت، يرفع السماعة لجمال مبارك فتأتيه، فوراً، 200 مليون جنيه يحل بها مشكلة العاملين، كى لا تحدث احتجاجات.
- هذا الانهيار من يتحمل مسئوليته، صفوت الشريف أم ممدوح البلتاجى ، أم أنس الفقى
* لا أحمل المسئولية لأشخاص بعينهم، أنا أحمل النظام.
- لكنك كنت جزءاً من هذا النظام.
* على الإطلاق، قيل إننى عضو بالحزب الوطنى ولجنة السياسات، وأتحدى أن يثبت أحد هذه الادعاءات. أنا لم أر جمال مبارك إلا على شاشة التليفزيون.
- إذن تعتبر نفسك شخصاً شريفاً سيىء الحظ !
* يمكنك أن تقول ذلك بكل وضوح، أنا شريف طاهر 100% لكن الظروف التى وضغت فيها، وقفت حجر عثرة فى طريقى
- فى ظنك ، لكى يتزحزح ماسبيرو إلى الأمام ، يحتاج الأمر، أولاً، إلى تقليل العمالة فيه، وتغيير السياسة، أم ماذا بالضبط .
* دائماً أقول: عندما يصاب الجسد بأمراض خطيرة ، لا بد من تدخل جراحى مؤلم.
- بحجم الفصل والتشريد.
* التدخل يبدأ بإعادة هيكلة اتحاد الإذاعة والتليفزيون من الألف إلى الياء. الدولة ليست بحاجة إلى 23 قناة تليفزيونية و17 شبكة إذاعية، وليست بحاجة إلى 44 ألف موظف يعملون بهذا الجهاز . لكن قرارات من هذا النوع ستصطدم بمصالح آلاف من الناس، وبالتالى لن يجرؤ مسئول على أن يتخذها بسرعة، كما تتوقع وكما ينبغى. لا أحد يستطيع ذلك !
- أعود إليك .. دخلت ماسبيرو بقرار من المجلس العسكرى، وخرجت منه فى حراسة دباباته، فى الوقت الذى تنفى فيه أن لك صلة نسب بأحد أعضائه. السؤال: لم أنت بالذات ، وهناك من هو أكفأ منك !
* يسأل المجلس عن سبب اختيارى، وقلت لك إننى لم أسع لهذا المنصب، مع تحفظى على عبارة أننى خرجت فى حراسة الدبابات، فليس هذا صحيحاً، لأن المبنى كله تحت الحراسة، قبل ذهابى وإلى الآن، وهذا شىء طبيعى فى ظل الأوضاع الراهنة.
- وبماذا تفسر الفرحة التى استقبل بها الناس خبر استقالتك، حتى من خارج ماسبيرو !
* المتظاهرون فى المبنى لم يكن عددهم يزيد عن 50 واحداً، وهؤلاء كانوا فى حكم الممتنعين عن العمل، لأنهم كانوا قاعدين فى البهو، طول الوقت، بينما الكاميرات تعمل. وفى النهاية لا يعكس هؤلاء رأى الأغلبية التى كانت تهمنى. إذا كان هناك من يطالب بتسويد الشاشة وقطع الإرسال، احتجاجاً على القيادات الموجودة وتأخر مستحقاتهم المالية، كيف يمكن أن أتعامل معهم. أنظر إلى الـ 43 ألف و990 الذين يعملون أم إلى هؤلاء.
- وهل معنى ذلك أن تسلط الأمن عليهم ، لتكون لدينا موقعة " الجردل". ثم إن الفرحة باستقالتك تعدت حدود المبنى .. إسعاد يونس قالت لك : باى باى سامى الشريف.. خد الباب وراك .
* لم أسمع بذلك، أقسم بالله، لكن من حق كل واحد أن يقول رأيه، دلنى على شخص واحد حظى بإجماع الناس، أن تتولى منصباً عاما فى هذا الظرف ، هذه مهمة انتحارية، هات لى مسئولا من المسئولين لم يتعرض للنقد، بل أحياناً للنقد الجارح. هذا يحصل مع الجميع، والإعلام بالذات هناكfocus عليه، لو اتنين قاعدين بيتخانقوا قدام التليفزيون هتلاقى 50 كاميرا جاية تصور !!
نسبة كبيرة من المستفيدين الذين كانوا يغرفون الفلوس من ماسبيرو قبل ذهابى، قطعت الطريق عليهم، أوقفت التعامل مع المعدين من الخارج، وهؤلاء كانوا يقبضون الآلاف كل شهر.
- تقصد أن إسعاد يونس ومحمد فاضل وغيرهم من هؤلاء .
* أنا أتكلم عن المعدين من الخارج، الذين رأوا أننى قطعت أرزاقهم، ولهذا لم أستغرب حين فتحوا علىً النار. هذا شىء طبيعى. وبالمناسبة أنا لم أكن أقصد أن أضر هؤلاء، لكن بالنظر إلى ظروف الاتحاد السيئة، كان من الضرورى أن أتدخل لصالح أبناء ماسبيرو. ثم إن منع التعامل معهم قرار اتخذ قبل أن أتولى، وأنا باركت هذا القرار.
- وموقعة " الجردل "، يا دكتور، كيف تسمح بذلك ؟! وعلى ذكر الأمن، فليس، مبرراُ قطع حوار مع بثينة كامل، إنها تعدت الخطوط الحمراء. هل كانت هناك، لا تزال، خطوط حمراء، حتى بعد الثورة، أم أن اللواء نبيل الطبلاوى، مدير أمن ماسبيرو، هو من كان يدير المبنى رغم وجودك !
* ابتسم الشريف متحسساً نصف شعره الذى يلقيه من جانب إلى الجانب الآخر من الرأس، قبل أن يقول: واقعة " الجردل " غريبة، قال لى أصحاب الشكوى إن لديهم صوراً وأسطوانة مسجل عليها الوقعة، لكنهم لم يقدموها إلى الآن ! أما أن الطبلاوى كان يدير المبنى فهذا غير صحيح، كان الرجل يتواجد فى مكتبى كثيراً بحكم موقعه، ولهذا روجوا لحكاية تدخله فى السياسة الإعلامية، وهذا لم أكن أسمح به لأحد ، وبالنسبة لبثينة كامل، فقد أرادت، بحكم عملها وعلاقاتها فى المبنى، أن تستغل الشاشة لصالح برنامجها الانتخابى وهذا مرفوض .
- وعدت أسأل الشريف، ختاماً ، وماذا عن قرارك بتعيين زميل اتهم بالسرقة، رئيساً لتحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، ثم قل لى،بأمانة ، هل كانت تأتيك تعليمات من المجلس العسكرى بإذاعة أو حجب شىء بعينه . وماذا عن القبلة، هل صحيح أنك طالبت بحذف القبلة، بأثر رجعى . وحمدى قنديل وحافظ المرازى .. لم تظهر برامجهم، رغم ما أنفق على الديكور وخلافه، كل ذلك، كله على بعضه، أطلقته دفعة واحدة، على هيئة سؤال، ورد الشريف فى نفس واحد على هيئة إجابة:
* أنا لم أسمع بمحمد عبدالحميد، ولا عمرى شفته، قبل تعيينه رئيساً لتحرير المجلة، وهو برىء حتى تثبت إدانته، وكل قرار اتخذته كان بمحض إرادتى، لم يتدخل المجلس العسكرى فى شىء، وحكاية القبلة قفشة إعلامية، ليست أكثر، وبالنسبة لقنديل والمرازى، فقد طالب بهم المعتصمون رؤساء للاتحاد، واحتجوا عليهم مذيعين!!
- هل ستدخل ماسبيرو، دون شعور بالحرج أو الخجل أو الخوف
* طبعاً، ماسبيرو ملك لكل المصريين.
انتهى كلام الشريف، ومن ناحيتى سلمت على الرجل، بحرارة ، وانصرفت. لم آخذ الباب ورائى ولم أقل له باى باى .
No comments:
Post a Comment