السبب الرئيسي لتراجع توزيع الأهرام
يظن البعض أن اسم كل من رئيس تحرير الأهرام اسامة سرايا ورئيس مجلس الإدارة عبد المنعم سعيد علي ترويسة الأهرام هو السبب الرئيسي لتراجع توزيع الأهرام ، وهو أمر ليس بعيد عن الحقيقة ، حيث كان الأول هو من أكثر من “طبلوا” للرئيس السابق بصورة فجة لم يسبق لها مثيل ، وكان الثاني هو مهندس توريث مصر لنجل الرئيس السابق جمال ، وحشد كل ما استطاع من نفوذ وعلاقات وزيارات للولايات المتحدة في سبيل ذلك
ولكن التراجع الذي يشهده توزيع الأهرام ليس السبب فيه وجود اسماء هؤلاء عليه ، السبب الأهم هو تواطئ بعض الأفراد في إدارة التوزيع بالأهرام ، والذين يقبضون راتبهم من الأهرام ليقوموا بعد ذلك بخيانة الأمانة واعطاء الأولوية لتوزيع الجريدة المنافسة الرئيسية ، وهو أمر كان حادثا من فترات طويلة وأثناء رئاسة مرسي عطا الله للمؤسسة ، ولكنه وقتها اتخذ مرسي عطا الله قرارا حاسما بعدم توزيع أية جريدة منافسة قبل الأهرام ، فكانت سيارات توزيع الأهرام توزع الأهرام أولا ثم توزع الجريدة الأخرى المنافسة ، والتي تطبع بالمناسبة في مطابع الأهرام بأكتوبر و تكون جاهزة للتوزيع يوميا من الساعة السابعة مساء علي أقصى تقدير !
ولكن عندما تولى عبد المنعم سعيد رئاسة المؤسسة شغلته أمورا أخرى كثيرة ولم يعد يلتفت لما يحدث في المؤسسة ، فعاد الأمر لما كان عليه وهو إعطاء الأولوية للجريدة المنافسة ، وقد حاول كثير من الشرفاء في ادارة التوزيع الوقف في وجه الفساد ، و تم ارسال نداءات واستغاثات من هؤلاء الشرفاء في ادارة التوزيع ، إلي مكتب عبد المنعم سعيد رئيس المؤسسة ليقف في وجه الفساد المستشري في ادارة التوزيع ، ولكن لم يلتفت لهذه الأسباب ، وهو أمر يرفع عشرات من علامات الاستفهام ؟؟؟؟؟؟؟
وصل الأمر بالفساد أن الجريدة المنافسة كانت تخطط لاخراج جريدة يومية مطبوعة باللغة الانجليزية ، و قام مندوبون عنها بالاتصال ببعض الأشخاص الشرفاء للحصول علي المعلومات الخاصة بأفضل أماكن توزيع الجرائد الأجنبية في القاهرة – ولدي أهرامليكس دليل ملموس علي هذا – ولكن ورفض هؤلاء التفريط في معلومات تضر بالمؤسسة ، لكن للأسف كان هناك من علي استعداد لعمل أي شئ مقابل قروش قليلة ، حتى لو أضر ذلك بالمؤسسة التي منحته فرصة كريمة للحياة. ولم تتوقف الجريدة المنافسة عن الاعيبها فابتكرت وسيلة أخري لقتل المؤسسة التي تستخدم بنيتها التحتية والتي لولا مطابعها ولولا جهازها التوزيعي الأقوي في مصر لما عرف أحد عن هذه الجريدة المنافسة شى وفابتكرت الجريدة المنافسة حافز نقدي فوري لسائقي الأهرام الذين ينقلون جريدتهم من مطبعة أكتوبر إلي شارع الجلاء حيث تحمل السيارات بكل من جريدة الأهرام وهذه ، و هو ٢٠ جنيه يوميا جزاء علي قطع المسافة بين مطابع أكتوبر وشارع الجلاء حيث تخرج عربات التوزيع يوميا في أقصر وقت ممكن ، وربما يظن البعض أنه مبلغ بسيط، لكن عندما نعلم أن راتب سائق الأهرام الذي قضى في خدمة المؤسسة ١٦ عاما يبلغ ١٠٠٠ جنيه شهريا، نعلم وقتها أن زيادة دخل شخص بنسبة ٦٠ ٪ شهريا أمر يحفز أي شخص علي اتقان عمله – بالطبع اذا كان عملا شريفا وليس فيه اضرار لمكان عمله الأساسي – والسؤال .. ماذا تقدم ادارة التوزيع لسائقيها من حوافز تشجعهم علي الانتماء للمؤسسة وخدمتها ؟ لأن قيادات الادارة يشغلهم كل شئ في الحياة معدا العمل لصالح مؤسسة الأهرام التي هي بيتهم الأساسي والذي لولاه لما كانوا !!
التواطئ في توزيع الأهرام وتأخير طبع الجريدة حتي الساعة العاشرة مساء دفع مجموعة كبيرة من صاحبي الأكشاك إلي الحضور إلي الأهرام للمطالبة بسحب نقود التأمين معربين عن رغبتهم في عدم توزيع الأهرام بعد الآن !!
وهو ليس النهاية لما يحدث في ادارة توزيع الأهرام من تواطئ مالي ، حيث تردد أيضا شكوى كثير من الناشرين من عدم الاهتمام بتوزيع كتبهم إلا بعد دفع بعض ” الاكراميات” ، وأن من يدفع الاكراميات من الناشرين يحظى بتوزيع كتبه مرة ومرتين وثلاث أما من لا يقوم بهذا فتهمل كتبه.
****
وأخيرا بالرغم من الاختلاف علي طريقة ادارة مرسي عطا الله للأهرام ، لكنه علي الأقل كان من النزاهة والشرف والانتماء للمؤسسة ما جعله يقف في وجه الفساد في إدارة التوزيع ويعطي تعليمات واضحة بتوزيع الأهرام أولا والالتزام بمواعيد محددة للطبع !
لكن كل ذلك تم هدمه في عهد عبد المنعم سعيد ، الذي سواء كان يعلم بما يحدث أو انشغاله بمشروع توريث مصر لجمال شغله عن ذلك بهو المسؤول الأول ، والأمر يعلمه الجميع داخل إدارة توزيع الأهرام وعلى من يهتم بأمر هذه المؤسسة أن يفتح تحقيقا فوريا فيما يحث ، وهو أمر للأسف مستبعد فالادارة الحالية في الأهرام مشغولة باطالة عمرها علي الكراسي الوثيرة حتي لو كانت كل دقيقة يمضيها هؤلاء في مناصبهم تضر الأهرام ولكن ستبقى الأهرام رغم كل شئ !!
No comments:
Post a Comment